أكدت بلغراد أنها "ستقضي" على جيش تحرير كوسوفو ونفت ما ذكرته المصادر الألبانية عن تنازلات صربية في شأن الإفراج عن مجموعة من المقاتلين، فيما استمر التوتر في أنحاء الاقليم. وفي غضون ذلك، رفض وليام ووكر رئيس المراقبين الدوليين الذين اجتمعوا مع قادة المقاتلين الألبان الإعلان عما دار في المفاوضات، على أساس أنها كانت "سرية". لكنه وصف الاتفاق مع جيش التحرير بأنه "كان واسعاً ونزيهاً ومتوازناً". أما الناطق باسم جيش التحرير ياكوب كراسينجي الذي ترأس الوفد الألباني فقال: "إن اطلاق سراح الجنود اليوغوسلاف مشروط بالإفراج عن تسعة من مقاتلي جيش التحرير الذين اعتقلتهم القوات الصربية عندما قتل 35 البانياً قرب الحدود مع البانيا، أواخر العام الماضي، اضافة الى عودة كافة القوات الصربية الى المواقع التي كانت فيها قبل اسر الجنود اليوغوسلاف". وقال في تصريح الى اذاعة "كوسوفو الحرة" امس الخميس ان هذين الشرطين حصلا بموجب ضمانات من الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والولاياتالمتحدة "وانه ينبغي ان ينفذا في غضون عشرة أيام". وهدد بكشف كل تفاصيل الاتفاق السري "في حال عدم الافراج عن مقاتليه وانسحاب القوات الصربية". ووصف نائب رئيس الحكومة اليوغوسلافية نيكولا شائينوفيتش المقايضة التي تحدث عنها كراسينجي بأن "لا أساس لها". وقال في حديث الى تلفزيون بلغراد امس: "لا يمكن ان نعترف بما يسمى جيش تحرير كوسوفو أو نقبل بابتزازاته وسنبقى نعتبره مجموعات ارهابية ينبغي القضاء عليها". ويذكر ان جيش التحرير سلم الجنود اليوغوسلاف الثمانية مساء أول من أمس الى المراقبين الدوليين الذين نقلوهم الى وحدتهم في معسكر الجيش اليوغوسلافي شمال غربي الاقليم. وعلى رغم انتهاء أزمة الجنود اليوغوسلاف، استمر التوتر على حاله في أنحاء كوسوفو امس. وتحدثت المصادر الألبانية عن اغتيال أربعة البان وقيام اجهزة الأمن الصربية بحملة اعتقالات واسعة في مناطق شمال الاقليم وغربه. وأشارت هذه المصادر الى ان الوحدات الصربية لم تنسحب من بلدية بودييفو في الشمال التي استمر نزوح السكان الألبان من قراها "خوفاً من اندلاع المعارك". الوثيقة "الاميركية" ومن جهة اخرى سخر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن من الوثيقة التي نسبتها حكومة بلغراد الى وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية والتي تحدثت عن توزيع مبلغ 35 مليون دولار على معارضين لإطاحة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. واعتبر روبن الوثيقة مزورة واشار الى ان الولاياتالمتحدة ليست بحاجة الى تغطية تأييدها لحرية الصحافة ومؤازرتها المعارضة الديموقراطية في صربيا، وهي أمور "ليست مخفية أو مبطنة". وأفاد المبعوث الاميركي الى منطقة البلقان روبرت غيلبارد اثناء زيارته لجمهورية الجبل الأسود امس ان "ما تحدث عنه وزراء في الحكومة الصربية عار من الصحة وهو لا يتعدى الاكاذيب وترويج الاشاعات". لكن تلفزيون بلغراد أصر امس على صحة الوثيقة التي عرض صورتها باللغة الانكليزية.