بحث الرئيس الاميركي بيل كلينتون مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في مواصلة الجهود للتوصل الى تسوية سلمية في كوسوفو مع الابقاء على خيار ارسال قوات من بلديهما الى الاقليم. وجاء ذلك في وقت حمّل المبعوث الاميركي الخاص الى البلقان روبرت غيلبارد بلغراد مسؤولية تصعيد اعمال العنف في الاقليم وانضمام آلاف الالبانيين الى صفوف "جيش تحرير كوسوفو" وتزايد التعاطف الذي يحظى به هذا التنظيم. من جهة اخرى، ذكرت اذاعة تيرانا امس الخميس ان حلف شمال الاطلسي شرع في ارسال مساعدات عاجلة الى البانيا تشمل اسلحة ومعدات عسكرية. وأضافت الاذاعة ان خبراء من الحلف وصلوا الى البانيا من اجل تدريب الجيش الألباني وتأهيله ليكون قادراً على الدفاع عن الأراضي الألبانية . وفي واشنطن بحث رئيس الوزراء الايطالي الذي يزور الولاياتالمتحدة، مع الرئيس كلينتون خيار ارسال قوات دولية الى كوسوفو في حال فشل المساعي الرامية الى ايجاد تسوية سلمية لمشاكل الاقليم. وأبدى كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع ضيفة استعداده لزيادة الضغط على يوغوسلافيا "اذا واصلت عرقلة عملية البحث عن حل سلمي" وألمح الى امكانية ارسال قوات اميركية وإيطالية الى كوسوفو. وأكد رئيس الحكومة الايطالية ان خيار ارسال القوات الى كوسوفو وارد لكنه فضل مواصلة الجهود للوصول الى تسوية سلمية تنهي الصراع في الاقليم. الى ذلك، أفاد المبعوث الاميركي الخاص الى منطقة البلقان ان "القمع الصربي ادى الى انضمام آلاف الألبان الى صفوف جيش تحرير كوسوفو، ما وفر زيادة كبيرة في عدد مقاتليه وتدفق الاسلحة والتمويل عليه". ووصف ممارسات صربيا بأنها تناقض الطرق المألوفة في مكافحة اي تمرد. وأوضح ان حكومة بلغراد "وضعت نفسها تحت رحمة جيش تحرير كوسوفو على الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية بعدما انضم آلاف الاشخاص الى صفوف هذا الجيش منذ بدء المعارك في الاقليم في شباط فبراير الماضي". وأشار غيلبارد الى ان "اساليب بلغراد الوحشية ساهمت في تحقيق شهرة واسعة وتأييد عالمي لجيش تحرير كوسوفو وأوجدت تعاطفاً معه بين البان الشتات المقيمين في أوروبا والولاياتالمتحدة، اضافة الى توفير المجالات للمنظمات الممتدة من ايران وصولاً الى الشيشان، الساعية للتسلل الى أوروبا". يذكر ان ميلوشيفيتش كان رفض استقبال غيلبارد في آخر زيارة له لبلغراد في 28 آذار مارس الماضي ما فسره المراقبون بأنها رسالة الى الاميركيين مفادها انه غير مهتم بضغوطهم. وعلى صعيد الصراع في كوسوفو اعلنت القوات المسلحة اليوغوسلافية انها اعتقلت اثنين من مواطني البانيا تسللا الى كوسوفو وانهما اعترفا بمشاركتهما في نقل الاسلحة ومرافقة المقاتلين اثناء تسللهم من البانيا الى الاقليم. وأشار المراقبون الى ان اعلان السلطات الصربية اعتقال اثنين من المواطنين الالبان جاء من اجل دعم اتهاماتها لألبانيا بمساعدة جيش تحرير كوسوفو.