أثار عرض مسلسل "رد قلبي"، الذي لعبت دور البطولة فيه نرمين الفقي ومحمد رياض ودينا واحمد السقا، واخرجه احمد توفيق، جدلاً واسعاً في شأن مستواه الفني، واحدث مقارنة بينه وبين الفيلم - كلاهما عن رواية حملت الاسم نفسه للاديب الراحل يوسف السباعي - انتج قبل 40 عاماً ولعب بطولته شكري سرحان وحسين رياض ومريم فخرالدين وهند رستم وفردوس محمد واحمد مظهر واخرجه عزالدين ذو الفقار. هنا مواجهة بين "انجي" الخمسينات مريم فخرالدين و"انجي" التسعينات نرمين الفقي. ربما يكون اسم "إنجي" غير معروف في الخمسينات بين العائلات المصرية. لكن الوضع تغير تماما بعدما استطاعت الفنانة مريم فخرالدين ان ترسم صورة جميلة لإنجي بنت الذوات على الشاشة الفضية من خلال "رد قلبي"، ونال ابطال الفيلم العديد من الجوائز. وبعد ما يزيد على 40 عاماً تحاول الفنانة نرمين الفقي تذكيرنا بصورة إنجي الجميلة من خلال المسلسل التلفزيوني "رد قلبي". وتقول: "لم يكن يخطر ببالي يوماً انني سأقدم دور انجي الذي قدمته الفنانة القديرة مريم فخرالدين في واحد من اجمل الافلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية. ولكنني فوجئت باتصال هاتفي من المخرج احمد توفيق وزوجته المخرجة رباب حسين يرشحانني لتمثيل دور انجي في مسلسل تلفزيوني. ولم استطع ان اخفي فرحتي ولكني ارجأت موافقتي النهائية حتى اقرأ السيناريو، الذي وجدته بالفعل دوراً جديداً تماماً عن الذي لعبته الفنانة مريم فخرالدين في الفيلم السينمائي، إذ تمر شخصية انجي في المسلسل بأكثر من مرحلة، تبدأ من الطفولة، كما ان علاقتها بعلي لا تستمر طويلاً، بل تتزوج شخصاً غيره لتحميه من بطش ابيها الامير". الم تخشي أداء شخصية مثل هذه متعددة المراحل؟ - بالعكس فمثل هذه الشخصية كما كتبها المؤلف مصطفى محرم، تعطيك فرصة اكبر لاظهار مواهبك في الاداء والتغير من حال الى أخرى ومن شعور الى شعور آخر ومن مرحلة إلى اخرى. وهذا الدور نادر. من ناحية أخرى، فإن هذا المسلسل ضخم الانتاج تعامل معه التلفزيون كما تعاملت الراحلة السينما مع الفيلم. لم يبخل عليه بشيء، سواء من ناحية الامكانات الفنية من ديكور واضاءة، أو من ناحية توفير كل الوسائل لمخرجه وابطاله حتى يخرج المسلسل في أبهى صوره لأنه يجسد مرحلة حية من تاريخ مصر الحديث وهي بوادر ظهور ثورة تموز يوليو اهم ثورات مصر. انت تعلمين تماماً مدى تعلق الجمهور بشخصية انجي من خلال مريم فخرالدين... - رفضت اعمالاً كثيرة عرضت عليّ من اجل هذه الشخصية! وحاولت ان اقدمها، حسب رؤية المخرج وهو فنان قدير وله بصمته في المسلسل التلفزيوني، ثم حسب رؤيتي - أنا - لإنجي كما شعرت بها. ومن هنا حاولت ان آخذ الجمهور واجذبه إلى وجهة اخرى بعيدة تماماً عن التي شعر بها في الفيلم. وحرصت على ان اظهر بشكلي الطبيعي بلون عيني وشعري البني. كما انني التزمت تماماً بنوع الملابس التي حددها المخرج. وكنت طبيعية جداً، لم اخش مسألة التطوير في الشخصية الزائدة عن الفيلم، ولكنني شعرت ان هذه الاضافة هي التي تميزني عمن سبقوني. لكنك وقعت في مقارنة مع الفنانة مريم فخرالدين؟ - في هذا العمل لا توجد مساحة للمقارنة، لأنني انتمي إلى جيل يختلف تماماً عن الأجيال السابقة سواء في طريقة الاداء او الاحساس بالعمل ومدى التفاعل معه، ثم ان النجوم الكبار الذين لعبوا بطولة الفيلم الذي قدم في الخمسينات هم رموز في تاريخنا الفني ولم يستطع احد ان يكون مريم فخرالدين او سعاد حسني أو فاتن حمامة أخرى. وأنا بطبيعة الحال لم أقلد أحداً في حياتي، ولكنني قبلت الدور لأنه جديد وجميل ويضيف إليّ ولن يحسب ضدي. هل كنت تتوقعين هذا الهجوم من الفنانين الذين يرفضون إعادة هذا العمل مرة اخرى؟ - لن التفت إلى مثل هذا الهجوم، بل انا منحازة تماماً إلى هذا المسلسل. ولكن الجمهور يقول كلمته. فهو وحده سيد الموقف. واندهشت كثيراً من الهجوم ضدي منذ بداية المسلسل، بل وحتى قبل تصويره على رغم انني لم اكن اظهر في الحلقات الثلاث الاولى. لكنني كنت شغوفة أن أرى نفسي في عيون الآخرين واتابع آراءهم يوما بعد يوم وحلقة بعد حلقة، وحتى الآن أنا راضية عن رأي الجمهور الذي أكد لي انني "جديدة" هذه المرة.