طغت الازمة المالية في البرازيل، ثامن أكبر اقتصاد في العالم، على التعامل في الاسواق الدولية أمس وسط مخاوف من انتشار الازمة الى دول اميركا اللاتينية الاخرى وانحاء مختلفة من العالم وتأثير الازمة في البورصات الدولية الاخرى وخصوصاً الولاياتالمتحدة واسبانيا. وتدهورت اسعار الاسهم في معظم البورصات الدولية بنسب تزيد على خمسة في المئة في عدد من البورصات الاوروبية الرئيسية ماحية الزيادات التي سجلتها هذه الاسواق في الاسبوع الماضي. وزاد من مخاوف تفاقم الازمة البرازيلية استقالة حاكم البنك المركزي البرازيلي غوستافو فرانكو، في الوقت الذي اعلنت فيه البرازيل عن خفض قيمة عملتها الريال بنسبة 8.6 في المئة مقابل الدولار مساء الاول من أمس. وقال خبراء نقديون ان اسواق اميركا اللاتينية قلقلة من ان يجبر خفض قيمة الريال البرازيلي دول اميركا اللاتينية الاخرى على خفض قيمة عملاتها كما حصل عام 1995 عندما خفضت المكسيك قيمة البيزو. وتجدد الحديث في اسواق القطع الدولية أمس عن خفض قيمة العملة الصينية اليونان، على رغم اصرار بكين على انها لا تنوي خفض قيمة عملتها. وجاءت الازمة البرازيلية في الوقت الذي تسعى فيه دول جنوب شرقي آسيا الى النهوض من الانهيار الذي شهدته عملاتها وبورصاتها في العام الماضي. وتدهورت بورصة ساو باولو أمس نحو عشرة في المئة في الساعة الاولى من التعامل، بعد ان هبطت بنسبة 7.6 في المئة يوم الاول من أمس اثر انتشار الانباء في السوق عن ازدياد حدة الازمة المالية. وكانت الجهات الدائنة اب وضعت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي خطة انقاذ للبرازيل قيمتها نحو 41.5 بليون دولار لدعم الاقتصاد من الانهيار، لكن البرازيل لا تستطيع الاستفادة من هذه الخطة قبل خفض العجز في الموازنة البالغ نحو 65 بليون دولار. ويقدر ان المستثمرين الاجانب سحبوا من البرازيل نحو 40 بليون دولار منذ تموز يوليو الماضي وان احتياطات البرازيل من العملات الصعبة هبطت الى 35 بليون دولار. وقال محللون رويترز ان المخاوف في شأن فرص البرازيل من النجاة من انهيار مالي على غرار ما حدث في آسيا بدات تتحول سريعاً الى حالة من الفزع. وارتفعت اسعار السندات الدولية أمس نتيجة هروب المستثمرين من الاسهم الى السندات. وارتفعت سندات الخزانة الاميركية فئة 30 سنة، التي تعتبر مؤشراً مهماً لحركة اسواق السندات، نحو اثنين في المئة وهبط العائد على السند الى 5.08 في المئة من 5.21 في المئة. وانخفض الدولار في اوائل التعاملات الاميركية أمس الى 111.07 ين من 112.4 ين في نهاية التعامل في نيويورك يوم الاول من أمس. وارتفع اليورو مقابل الدولار الى 1.1767 دولار من 1.1543. وكان الدولار بدأ تراجعه مقابل العملات الرئيسية في الاسواق الآسيوية أمس وعند افتتاح التعامل في الاسواق الاوروبية متأثراً بالازمة في البرازيل وخسارة مؤشر "داو جونز" يوم الاول من أمس 1.51 في المئة من قيمته والخلاف التجاري بين الولاياتالمتحدةواليابان بعد ان قالت ممثلة التجارة الاميركية شارلين بارشيفسكي رويترز مساء الاول من أمس ان التوترات التجارية تزايدت "بصورة كبيرة". لكن القلق من احتمالات تدخل بنك اليابان المركزي في السوق من جديد لوقف ارتفاع الين مقابل الدولار اوقف تدهور العملة الاميركية. وهبطت الاسهم الاوروبية والآسيوية، باستثناء طوكيو، بشدة أمس نتيجة تفاقم ازمة البرازيل. وتكبدت بورصات لندنوباريس وفرانكفورت ومدريد خسائر حادة، وكانت أسهم البنوك الاكثر تضرراً بسبب انكشافها على مديونية البرازيل. وهبط مؤشر "فايننشال تايمز 100" لبورصة لندن نحو 267 نقطة بعد الظهر، أي نحو 4.4 في المئة، بعد ان ارتفع الى مستوى قياسي جديد الاسبوع الماضي. وزاد من حدة الهبوط في لندن تصريح حاكم بنك انكلترا المركزي ايدي جورج مساء الاول من أمس ان الاقتصاد البريطاني تباطأ، مشيراً الى انه من الصعب التكهن بمداه وتوقيته. وخسر مؤشر "داكس" للاسهم الالمانية نحو 5.44 في المئة بعد ظهر أمس في حين هبط مؤشر "كاك" لبورصة باريس 5.6 في المئة. وكانت بورصة مدريد من اكثر المتضررين بين البورصات الاوروبية بسبب ارتباطات الشركات الاسبانية الكبرى باقتصاد البرازيل ومنطقة اميركا اللاتينية بشكل عام. وفقد المؤشر العام لبورصة مدريد نحو 8.25 في المئة من قيمته بعد ظهر أمس. وبدأء التعامل في بورصة "وول ستريت" في نيويورك بهبوط مؤشر "داو جونز" ما يزيد على 215 نقطة، أي نحو 2.27 في المئة، خلال اقل من نصف ساعة لبدء التعامل. كما هبطت بورصة هونغ كونغ نحو 4.09 في المئة في نهاية التعامل على اساس مؤشر "هانغ سنغ". وكانت بورصة طوكيو الوحيدة بين البورصات الرئيسية التي سجلت زيادة أمس، اذ ارتفع مؤشر "نيكاي" 42.63 نقطة في نهاية التعامل، أي نحو 0.32 في المئة.