ما زالت ذيول خطف السياح الإستونيين السبعة الذين أُفرج عنهم قبل أكثر من شهرين، تتوالى فصولاً في لبنان، نتيجة ملاحقة قوى الأمن الداخلي لمن تبقى من الفارين من أفراد العصابة الخاطفة، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم بعد منتصف ليل أول من أمس، حين قاوما مكمناً نصبته لهما إحدى وحدات فرع المعلومات في منطقة البقاع الغربي. وفي وقت ما زال 4 من عناصر العصابة متوارين، بعد اعتقال 9 من الذين شاركوا في خطف الإستونيين 23 آذار (مارس) الماضي، وأفرج عنهم بعد مفاوضات مباشرة بين الخاطفين والحكومة الإستونية في منتصف تموز (يوليو) ادت مراقبة فرع المعلومات للقتيلين ولبقية أفراد العصابة المتوارين إلى وضع اليد على معطيات عن خطة يسعون إلى تنفيذها تقضي بخطف خمسة أجانب للحصول على فدية مقابل الإفراج عنهم. وأفاد بيان لقوى الأمن الداخلي صدر بعد ظهر أمس، بأن القتيلين من العصابة، وهما من بلدة مجدل عنجر البقاعية، كانا تحت الرصد والمراقبة مع بقية أفراد العصابة وكانا يتجولان بسيارة مسروقة من قرية خربة قنافار في البقاع، وأنهما شاركا في اغتيال المؤهل أول في قوى الأمن راشد صبري في 10-4-2011، وفي مكمن مسلح نصب لدورية من فرع المعلومات في 16-9-2011، أدى إلى جرح اثنين من الدورية إصابة أحدهما بالغة، وأنهما سبق أن قاما بعمليات تخريب لمزارات دينية مسيحية في إحدى مناطق البقاع الغربي مستخدمين السيارة التي كانا فيها بالأمس حين اعترضتها وحدة من فرع المعلومات ولم يمتثل سائقها وآخر كان إلى جانبه فيها وفرّا مسرعين، لكنهما ما لبثا أن واجها مكمناً أعدّ سلفاً لاعتراض السيارة فأطلقا منها النار على أفراد قوى الأمن الذين أردوهما قتيلين. وجرح في العملية قائد العملية من قوى الأمن وعنصر آخر. وصادرت القوى الأمنية أسلحة وذخائر من السيارة المسروقة التي استقلها الجناة، ومن شقة كانا يستخدمانها، وأوقف صاحبها أيضاً للتحقيق». وذكرت مصادر أمنية ل «الحياة» أن التحريات ستتواصل لإلقاء القبض على أفراد العصابة الأربعة الفارين. وقالت المصادر إن قوى الأمن كانت أرسلت ضابطين إلى إستونيا للاطلاع من السلطات فيها على هوية الجهة الخاطفة التي فاوضتها على الإفراج عن السياح الإستونيين السبعة، إلا أن المسؤولين الإستونيين أحجموا عن إعطاء أية معلومات «لأن الصفقة التي أدت إلى خروج المخطوفين سالمين قضت بالتكتم على تفاصيل العملية. وكرر المسؤولون اللبنانيون السؤال حين زار وفد إستوني بيروت لشكرها على المساعدة التي قدمتها في ملاحقة القضية، لكن الجواب نفسه تكرر. وأوضحت المصادر الأمنية ل «الحياة» أن الخرق الذي تمكنت قوى الأمن من تحقيقه في مطاردة العصابة الخاطفة، سيسمح في نهاية المطاف بوضع اليد على كامل تفاصيل القضية. وينتظر أن يزور وزير الداخلية مروان شربل اليوم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للتهنئة بنجاح عملية الأمس. على الصعيد السياسي طرأ تطور جديد أمس، على السجال الدائر في المجلس النيابي، بعد مجلس الوزراء، على مشروع تأهيل الكهرباء، إذ استبق رئيس المجلس النيابي نبيه بري اجتماع اللجان النيابية اليوم، للانتهاء من دراسته وإدخال تعديلات عليه اقترحتها المعارضة، بالدعوة إلى جلسة عامة تشريعية غداً الخميس وعلى جدول أعمالها مشروع الكهرباء.