تابعت القوى الأمنية اللبنانية مداهماتها في البقاع بحثاً عن مصير الدراجين الأستونيين السبعة الذين خطفوا قبل ثمانية أيام، وأسفرت هذه المداهمات والاستقصاءات عن توقيف خمسة لبنانيين اعترف ثلاثة منهم بمعلومات عن عملية الخطف ومشاركتهم مباشرة في العملية، كما صودر الفان الذي استخدم في العملية. وتركزت المداهمات أمس، على منطقة مجدل عنجر، وأفاد بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه أن «مديرية المخابرات والوحدات العسكرية المنتشرة في منطقة البقاع، تواصل بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، عمليات التحري والبحث عن المواطنين الأستونيين الذين جرى خطفهم بتاريخ 23/3/2011 في منطقة زحلة، حيث قامت هذه القوى بتسيير دوريات وتركيز نقاط تفتيش وتنفيذ مداهمات واسعة لأماكن مشبوهة في قرى وبلدات وجرود البقاعين الأوسط والغربي». وأكدت قيادة الجيش «استمرار عمليات البحث والتفتيش وجمع المعلومات المتعلقة بجريمة الخطف، حتى تحرير المخطوفين وإلقاء القبض على الفاعلين». ونوّه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ب «الجهود التي بذلتها القوى والأجهزة العسكرية والأمنية المعنية بملاحقة المتورطين بخطف الأستونيين السبعة في البقاع وكذلك مرتكبي جريمة تفجير كنيسة السريان الأرثوذكس وتقديمهم إلى القضاء»، مؤكداً «أن الأمن والحفاظ على السلم الأهلي وعلى صورة لبنان الخارجية خط أحمر يجب على المسؤولين العسكريين والأمنيين عدم التساهل في شأنه». وكان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي وجه نداء ليل أول من أمس، عبر «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إلى فارين اثنين ممن نفذوا عملية الخطف لكي يسلما نفسيهما الى السلطات في أسرع وقت مع المخطوفين، مؤكداً أن «قوى الأمن الداخلي ولا سيما فرع المعلومات والجيش يبذلون كل الجهود للتوصل الى الأستونيين أحياء». وأشار إلى أنه «تبين أن مجموعة درويش خنجر التي قيل في البداية إن لها علاقة بعملية الخطف، لا علاقة لها بالعملية». وشكر اللواء ريفي أهالي بلدات مجدل عنجر وجوارها لتعاونهم الكبير مع الأجهزة الأمنية من أجل الكشف عن التفاصيل المتعلقة بهذه العملية. ونقلت وكالة «الأنباء المركزية» عن مصدر أمني أن الجهة الخاطفة «مجموعة تشكل عصابة مؤلفة من لبنانيين ومن جنسيات أخرى وتملك بندقية للإيجار»، لافتاً إلى «أن هناك جهات خلف هذه العصابة قد تكون هي التي طلبت منها تنفيذ عملية الخطف»، وأعلن «أن وحدة من شعبة المعلومات في قوى الأمن تمكنت في الثانية والنصف فجر أمس، من دهم مكان في بلدة مجدل عنجر عثرت فيه على الفان الأبيض الذي استعمل في خطف الأستونيين السبعة، وكان مركوناً في «بورة» خلف منزل من ناحية الجهة الغربية لبلدة مجدل عنجر. ونقلت القوى الأمنية الفان المضبوط الى مركز «المعلومات» في زحلة، ثم حملته على ناقلة عسكرية الى مركز المديرية العامة لقوى الأمن في بيروت لإجراء الفحوص المخبرية والجنائية ورفع البصمات عنه».