فريتاون - أ ف ب - افاد شهود ان قوة "ايكوموغ" الافريقية لحفظ السلام تراجعت امام تقدم المتمردين الذين اجتاحوا فجر الاربعاء الماضي فريتاون عاصمة سيراليون حيث ساد هدوء حذر صباح امس السبت. وبدت الشوارع خالية من السيارات، ولم يكن بالامكان معرفة اي حصيلة للضحايا غداة الهجوم الشامل الذي اعلنه المتمردون الجمعة ضد المعاقل الاخيرة لقوة "ايكوموغ". وذكرت شهادات متطابقة ان الغارات التي شنتها مقاتلات تابعة لقوة حفظ السلام الافريقية خلفت وراءها عشرات القتلى في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة. واكد شهود ان المواجهات المباشرة بين المتمردين والجيش كانت قليلة للغاية، واضافوا ان استراتيجية الدفاع التي تتبعها قوة "ايكوموغ" تعتمد في الغارات الجوية. وافاد الشهود ان جنود قوة حفظ السلام الغرب افريقية لا يسيطرون سوى على احياء ابردين وكوكريل في اقصى الطرف الغربي من المدينة. وكان الليل هادئاً في العاصمة ولم تحلق مقاتلات الوحدة النيجيرية التابعة للقوة الافريقية فوق سماء فريتاون صباح امس. ولا يزال وسط المدينة مقطوعا عن العالم من دون كهرباء أو هاتف وبدأت مشاكل التزود بالمؤن، خصوصاً المواد الغذائية بالظهور. ولازم السكان منازلهم بناء على تعليمات المتمردين والحكومة على حد سواء. وقد باغت الهجوم فجر الاربعاء العائلات التي بقيت مفصولة عن بعضها اذ بات من المستحيل العبور من حي الى آخر في المدينة التي خلت شوارعها من السيارات. ورفض المتمردون بقيادة الرجل الثاني في الجبهة الثورية المتحدة سام بوكاري اقتراحا بوقف النار قدمه الرئيس احمد تيجان كباح الخميس الماضي. وطالبوا بالافراج الفوري عن زعيمهم التاريخي العريف فوداي سنكوح الذي حكم عليه بالاعدام في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وقال بوكاري ان باستطاعة سنكوح وحده وقف المعارك اذا كان بامكانه ان يلتقيه في "ارض محايدة وان يكون بصحة جسدية ومعنوية جيدة".