كل جزء في الجسم يحسّ بعبء العمر والقدمان ليسا استثناء. وعند بلوغ الشخص عمر الخمسين تكون القدمان اللتان تتحملان كل ثقل الجسم قد حملتا الانسان مسافة تزيد على 100 ألف كيلومتر. وتتعرض القدمان مع العمر الى تغييرات وانحرافات تحدثها الأحذية غالباً وتقعد الأشخاص أحياناً عن المشي. وتشير الاحصاءات الطبية الى أن نصف السكان في بلدان عدة يعانون من متاعب في الأقدام. ويقدم الأطباء نصائح وإرشادات للعناية بالأ قدام خاصة عند المتقدمين في العمر. يتعرض باطن القدم مع الاستخدام الى ما يتعرض له نعل الحذاء من اضمحلال. وتضعف قابلية القدم على امتصاص الصدمات بسبب اضمحلال الوسادة الدهنية الطبيعية. وفي عمر الخمسين عندما يكون الانسان قد قطع مسافة 100 ألف كيلومتر قد يختفي نصف الحشوة الطبيعية لباطن القدم وتتسارع عملية الاضمحلال بعد ذلك، حسب رأي أطباء القدم. ويؤدي ذلك الى توسع المشدات والأوتار التي تشد 26 عظما و33 مفصلاً في كل قدم وتزداد القدم عرضا وطولاً نتيجة لهذا. ويمكن أن يسبب ذلك تشوهات في عقب القدمين والأوتار وقصبة الساق قد تعجز الشخص عن المشي. ويجدر بالشخص أن يتوقع تغير قياس الحذاء وتوسعه بعد عمر الخمسين عما كان عليه في العشرين. قد يحتاج الى حذاء أوسع في مقدم الأ صابع وليس في العقبين، ويمكنه وضع حشيات على جانبي العقبين لتجنب انزلاق الحذاء من القدم. ومع التقدم في السن تزداد كثيراً تشوهات مقدم الأصابع والمفاصل وحالات التقرنات وتليفات الأصابع وأورام والتهاب إبهامي القدمين والمفاصل والكاحل. في تقرير عن الموضوع نقلت صحيفة "نيويورك تايمس" عن جمعية طب الأقدام والكاحل الأميركية المتاعب التالية التي تصيب القدمين وطرق علاجها: انحرافات مقدم الأصابع نتيجة لسنوات من ارتداء أحذية ضيقة المقدمة، خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يقسرن أقدامهن على ارتداء أحذية ضيقة ركضاً وراء الصرعات. وتتقرن مقدم الأصابع تحت التوتر مسببة نتوءات عظمية وتصلبات لحمية مسامير مؤلمة. ويمكن تخفيف ذلك عن طريق ارتداء كمادات واقية للأقدام وتجنب الأحذية الضيقة. ورم الأبهام والنتوءات التي تنشأ على جانبي الأبهامين أو في أسفلهما وسببها أيضاً الاستمرار سنوات طويلة في ارتداء أحذية ضيقة ورفيعة ذات كعوب عالية. ويؤدي هذا الى التواء باطن مقدمة الابهام ويسبب ضغط الحذاء تورمات والتهابات مؤلمة. ويمكن حماية الابهام المتورم وتخفيف الضغط عليه بواسطة كمادات حلقية الشكل مصنوعة من جلد حيوان الخلد، أو ارتداء حذائين واسعين من الجلد الناعم أو صندلين لا يسببان احتكاكات للابهام المتورم، وقد تحتاج الحالات الصعبة الى تدخل جراحي. - تقرنات وتليفات تنجم عن ضغط الحذاء خلال المشي أو الوقوف والتي تحدث غالباً في النتوءات اللحمية تحت أصابع القدمين ومقدمتهما. ويمكن في هذا الحال أيضاً تخفيف الضغط باستخدام كمادات حلقية وارتداء أحذية واسعة ذات نعال داخلية. وعند ظهور تصلب لحمي مسمار يمكن وضع قطعة صوف بين الأصابع للحيلولة دون احتكاكها. ويُنصح بترطيب القدمين بالماء الدافئ ثم بَردهما بحجر الخفاف. ولا يوصي الخبراء باستخدام الأحماض المتوفرة في الصيدليات لازالة التقرنات والمسامير اللحمية في القدمين لأنها قد تسبب مضاعفات خاصة لدى الأشخاص المصابين بالسكري. انغراز الأظفر في اللحم والذي يمكن أن يحدث في كل عمر بسبب قص الأظافر بشكل قصير جداً أو قصهما بشكل منحن وليس مستقيماً. وقد تضاعف المشاكل الأحذية التي تضغط على مقدمة القدمين وتسبب انغراز الأصابع بشكل مؤلم في نسيج اللحم الناعم لمقدم القدم. ويعالج ذلك بتنقيع القدمين بالماء الدافئ مرتين في اليوم ووضع قطعة صغيرة من القطن بين الأظفر واللحم، وفي حال تلوث اللحم يفضل مراجعة الطبيب للحصول على وصفة مضادات الحيوية. - انخلاع الأخمص الذي يحدث مع تقدم العمر لدى الأشخاص الذين يولدون بأقدام مسطحة أو رحّاء حيث ترتخي مشدات عظام القدمين. واذا سبب ذلك تعباَ وآلام للقدمين وأسفل الظهر يمكن استخدام بطانات خاصة للحذاء تدعم مشدات أخمصي القدمين وتخفف آلامهما. - تضخم الغمد العصبي الواقع بين قاعدة الأصابع والذي يمكن أن يلتهب ويتورم ويسبب آلام محرقة وتقلصات وخدر. وقد يساعد التدخل الجراحي، لكن المرض يمكن أن يعاود. وفي العادة قد لا يحتاج الشخص للتخفيف من الالتهاب سوى ارتداء أحذية واسعة بكعوب واطئة واستخدام كمادات واقية. ويمكن تعزيز مرونة القدمين والكاحلين بواسطة تمارين بسيطة كالجلوس على كرسي في وضعية استقامة الركبتين ورفع القدمين، وتدوير كل قدم الى اليمين 10 مرات ثم الى اليسار. ثم مد القدمين وثنيهما عن طريق تصويب أصابع القدمين الى الأمام باتجاه الجسم، وتكرار التمرين 10 مرات. وأخيراً الوقوف على طرف أصابع القدمين والارتفاع بالجسم الى أقصى ما يمكن والبقاء في هذا الوضع فترة دقيقة ثم الهبوط على كعبي القدمين. ويكرر هذا التمرين 10 مرات. ويجدر بالاشخاص المصابين بالسكري بذل عناية خاصة بالقدمين لأن المرض قد يتلف الاحساس بالقدمين ويعرقل دوران الدم فيهما ويفاقم كثيراً من خطر الاصابات بجروح يصعب شفاؤها، وقد يؤدي اهمال رعاية القدمين الى بترهما.