طرابلس - أ ب - رفض الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ليل السبت - الأحد شروط العرض الأميركي - البريطاني في خصوص محاكمة المتهمين الليبيين في قضية لوكربي أمام محكمة اسكتلندية في هولندا. لكن اليستر داف، محامي الدفاع الاسكتلندي للمتهمين الليبيين، اعتبر ان رفض القذافي هو نوع من التفاوض. واتهم القذافي في خطاب القاه ليل السبت في طرابلسالولاياتالمتحدةوبريطانيا بمحاولة استخدام هولندا "نقطة عبور" في قضية المحاكمة. ومعلوم ان الدولتين وافقتا الشهر الماضي على قبول محاكمة المتهمين الليبين في قضية لوكربي، عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة، في هولندا، على ان يُعادا الى بلادهما اذا برأتهما المحكمة أو ينقلان الى بريطانيا لقضاء فترة عقوبتهما اذا وُجدا مذنبين. وقُتل في تفجير طائرة "بان أميركان" فوق لوكربي اسكتلندا عام 1988، 270 شخصاً. وقال الزعيم الليبي أمام حشد كبير من المواطنين في ساحة الشهداء في طرابلس، ان العرض الأميركي - البريطاني لا يُعتبر محاكمة "في دولة ثالثة"، مثلما تُطالب بلاده، بل هو صفقة "لجعل الدولة الثالثة نقطة عبور لنقل المتهمين الى بريطانيا" وأضاف: "إننا مستعدون لنذهب غداً الى هولندا، شرط ان تكون هولندا المحطة الأخيرة في حال حُكم عليهما بالإدانة أو البراءة ... إن ضمانات في هذا الشأن ضرورية". وأوضح الزعيم الليبي ان ليبيا لا تعترف بالاتفاق الذي توصلت اليه بريطانياوهولندا في خصوص إجراءات المحاكمة، كذلك لا تعترف بقرار مجلس الأمن قبل اسبوعين الذي يوافق على المشروع الأميركي - البريطاني في خصوص المحاكمة ينص على رفع العقوبات عن ليبيا فور تسليمها المتهمين الى هولندا. وقال القذافي: "إننا نرفض الاتفاق الذي وقّعته بريطانياوهولندا لانه يُقلق أبناء ليبيا. ليبيا لم توقّع على هذا الاتفاق وليست طرفاً فيه" واعتبر قرار مجلس الأمن الذي يتبنى مشروع واشنطنولندن "لاغياً وباطلاً"، مضيفاً ان "ليبيا لا تقبله". وأشاد الزعيم الليبي بالزعماء الأفارقة الذين زاروه في اليومين الماضيين في رحلات جوية مباشرة الى طرابلس، في خرق للعقوبات الدولية على بلاده منذ العام 1992. وقال "انهم داسوا على العقوبات الأميركية ... بأقدامهم السوداء". وأحاط به خلال القائه كلمته رؤساء السودان عمر البشير وتشاد ادريس ديبي والنيجر ابراهيم مينسارا ومالي الفا عمر موناري وجمهورية افريقيا الوسطى انجي - فليكس باتاسيه. وانضم الى هؤلاء الزعماء الأفارقة رئيس اريتريا اسايس افورقي الذي وصل الى طرابلس أمس، خارقاً بدوره الحظر الجوي. وتحتفل ليبيا هذه الأيام بذكرى الفاتح من سبتمبر ايلول 1969، تاريخ الانقلاب الذي أوصل القذافي الى السلطة. وفي ادنبرة، قال المحامي اليستر داف للصحافيين ان القذافي بدا وكأنه يقول ان "فكرة المحاكمة في صورة اساسية... غير مقبولة ... لكنه يقصد ان يقول ان هناك حاجة الى وجود ضمانات واضحة وتأكيدات في شأن مخاطر الترحيل - نقل المتهمين من هولندا الى دولة أخرى". وفي لندن، قال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية ان بلاده "تكون سعيدة لتوضيح أي تفصيل تقني او قانوني" في خصوص المحاكمة، لكنه أوضح ان ذلك يجب ان يتم عبر الأممالمتحدة وليس وسائل الإعلام.