أعلنت بريطانياوهولندا أمس أنهما وقعتا اتفاقاً يتعلق بتفاصيل اجراءات المحاكمة المتوقع ان تُجرى للمتهمين الليبيين في قضية لوكربي. ولم يصدر حتى مساء أمس رد فعل ليبي على هذا الإتفاق، علماً ان طرابلس كانت أعلنت في السابق انها ترفض أي اتفاق بين الدول الغربية في شأن محاكمة مواطنيها، عبدالباسط المقراحي والأمين خليفة فحيمة، إذا لم يتم التفاوض معها مسبقاً. ولا يبدو ان بريطانيا، أو الولاياتالمتحدة، في معرض استجابة هذا الطلب الليبي. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس ان لندن مستعدة كي تقدم الى طرابلس أي معلومات، تقنية أو قانونية، في شأن المحاكمة شرط ان تُقدم هذه الإستفسارات عبر الأممالمتحدة، مكررة ان العرض البريطاني - الأميركي في شأن المحاكمة غير قابل للتفاوض. وأكدت الخارجية البريطانية ان سفيرتها لدى هولندا روز ماري سبنسر وقّعت الاتفاق في لاهاي مع وزير الخارجية الهولندي يوزياس فان آرتسن، موضحة أنه ينص على ان تتم المحاكمة في كل جوانبها وفق اجراءات القانون الاسكتلندي إلا في موضوع هيئة المحلفين التي سيُستعاض عنها بهيئة من ثلاثة قضاة من المحكمة الاسكتلندية العليا. وأشارت إلى انه يتم العمل لترتيب حضور مراقبين دوليين المحاكمة. ووصف وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الاتفاق أمس بأنه "خطوة مهمة الى أمام" في شأن حل أزمة لوكربي. وشكر للحكومة الهولندية قبول استضافة المحاكمة، وقال إنه ينتظر ان ترد ليبيا "ايجابياً" بالموافقة على محاكمة مواطنيها المتهمين في قضية لوكربي بحسب قرار مجلس الأمن الرقم 1192، الذي نص على رفع العقوبات المفروضة على ليبيا منذ العام 1992 فور تسليمها المتهمين للمحاكمة في هولندا. إلى ذلك أ ف ب، رويترز، أكدت الخارجية الهولندية توقيع الاتفاق مع بريطانيا موضحة أنه ينص على اجراء المحاكمة في معسكر زيست وهو جزء من قاعدة سويستربرغ العسكرية الجوية وسط هولندا. ومن المقرر ان يتحول مستشفى اميركي فى معسكر زيست الى قاعة للجلسات حيث ستجرى محاكمة الليبيين أمام قضاة اسكتلنديين. ولهذا الهدف، ستتخلى هولندا موقتاً عن قطعة أرض الى بريطانيا. ويُعتقد انها المرة الاولى التي تتنازل فيها دولة عن سيادتها موقتاً على جزء من أراضيها الى دولة أخرى. وصرح فان آرتسن في اثناء حفلة توقيع الاتفاق مع سفيرة بريطانيا بأن "المخاطر في هذه البلدة ضئيلة واحتمال القيام بأعمال ارهابية ضئيل أيضاً". إلا أنه لم يظهر تفاؤلاً كبيراً بموافقة ليبيا على اختيار هذا المكان. وكان العقيد معمر القذافي صرح في الخامس من ايلول سبتمبر الجاري بأنه يخشى قيام الولاياتالمتحدةوبريطانيا ب "عمل عدواني" ضد الليبيين المشتبه فيهما بعد نقلهما الى هولندا. وحذر من ان ليبيا "تقبل بأن تكون هولندا آخر نقطة وليس نقطة عبور الى بلد آخر ... الأمر الذي يعتبر عمل قرصنة نرفضه بقوة".