واشنطن، نيويورك - أ ف ب، رويترز - اتهم سكوت ريتر المفتش الأميركي المستقيل من اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة التحقق من نزع اسلحة العراق اونسكوم الحكومتين الاميركية والبريطانية بالازدواجية، مؤكداً انهما تحاولان عرقلة عمليات التفتيش وتطالبان في الوقت نفسه باحترام قرارات مجلس الامن. وأشار الى ان العراق يملك معظم العناصر الضرورية لصنع ثلاث قنابل نووية ولا ينقصه سوى اليورانيوم المخصب لصنعها. واعتبر ان العراق سيكون قادراً على اعادة بناء ترسانته من الاسلحة الكيماوية والجرثومية في الأشهر الستة التي تلي وقف عمليات الاممالمتحدة للتفتيش عن الاسلحة، مشيراً الى ان الحكومة العراقية ستكون قادرة على اعادة تأهيل برنامجها لصنع الصواريخ البالستية خلال اقل من ستة شهور تلي وقف عمليات التفتيش. في السياق ذاته أعلن رئيس "أونسكوم" ريتشارد بتلر ان بغداد فرضت قيوداً جديدة على المواقع التي يمكن مفتشيه زيارتها لتضاف الى تلك التي فرضتها الشهر الماضي. وأبلغ بتلر مجلس الامن ليل اول من امس ان العراق رفض ثلاث مرات الشهر الماضي السماح للمفتشين بتفقد مواقع زاروها سابقاً مما يعني انه شدد القيود التي اعلنها في الخامس من الشهر الماضي. وزاد ان بعض المواقع التي سبق اعلانها اصبحت محظورة الآن أيضاً على المفتشين. وعدد ثلاثة حوادث منها واحد الثلثاء الماضي عندما توجه فريق دولي لفحص مكونات صواريخ سبق ان وضع بطاقات عليها. وأوضح بتلر ان العراقيين رفضوا دخول الفريق وقالوا ان الموقع ليس بين المواقع المعلنة. كذلك نشأ خلافان مماثلان الشهر الماضي عندما رفض العراق دخول المفتشين موقعين سبق ان راقبوهما. وتابع ان "العراق ابلغ اللجنة شفوياً انه لا يمكنها سوى ان تزور المواقع التي اعلنها وحده". وتحدث بتلر وممثل عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية امام مجلس الأمن في جلسة مغلقة ليل الخميس بحثت ايضاً في قرار اميركي - بريطاني يدعو الى تعليق المراجعة الدورية للحظر المفروض على العراق الى ان يعاود التعاون الكامل مع "أونسكوم". وقال نائب المندوب البريطاني ستيفن غوميرسال انه يتوقع تبني القرار "خلال أيام"، وهذا الاجراء يعني استبعاد اي احتمال لتخفيف الحظر. واستقبل اعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الجمهوريين الذين يسيطرون عليه ريتر بحفاوة ووصفوه بأنه "بطل أميركي حقيقي". ورافقه زعيم الغالبية في المجلس ترنت لوت الى قاعة الاجتماع ونهض اعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والقوات المسلحة التابعتين للمجلس وصافحوه قبل ان يدلي بشهادته. وقام الأعضاء الديموقراطيون بمناورة قانونية لمنعه من الادلاء بشهادته، اذ استخدموا قانوناً قديماً يسمح لهم باطالة مدة المناقشات في جلسة مجلس الشيوخ حتى تجاوز موعد اجتماع اللجنتين. لكن لوت أحبط المناورة باعلانه تعليق جلسة المجلس ثم طلب فوراً اجتماع اللجنتين. وقال ريتر امام لجنتي الشؤون الخارجية والقوات المسلحة ان "الولاياتالمتحدة لغمت أونسكوم بفرض ضغوط على ارفع المستويات" الحكومية، وان ذلك يشمل وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت، لتجنب مواجهة مفتوحة مع العراق. وأضاف ان لندنوواشنطن تعملان "يداً بيد" لعرقلة عمليات التفتيش التي تنفذها "اونسكوم". وكرر انه استقال الاسبوع الماضي من منصبه في المنظمة الدولية بسبب "استيائه" من الجهود الاميركية الرامية الى منع تطبيق القرارات الدولية الخاصة بنزع الاسلحة العراقية المحظورة والتي تم التصويت عليها بعد حرب الخليج. وأوضح ان الحكومة الاميركية "عبرت عن سياستها بطريقة معينة ثم تصرفت بطريقة اخرى". وذكر ان مداخلته تهدف الى "وضع الحكومة امام المرآة" لتعترف بتناقضات سياستها. وانتقد السناتور الديموقراطي جوزف بيدن بشدة ريتر، مؤكداً انه يريد الحرب مع العراق، فيما اعلن اعضاء في مجلس الشيوخ ان اولبرايت ووزير الدفاع الاميركي وليام كوهين سيمثلان أمام لجنتي الكونغرس للادلاء بشهادتيهما في هذا الموضوع الأسبوع المقبل.