أطلقت اسرائيل و"جيش لبنانالجنوبي" الموالي لها امس المعتقلة اللبنانية سهى بشارة التي تحوّلت رمزاً من رموز المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في جنوبلبنان، بعدما أمضت 10 سنين في معتقل الخيام في الشريط الحدودي المحتل. وكانت اقتيدت اليه خريف 1988 اثر اطلاقها ثلاث رصاصات من مسدس صغير على قائد "الجنوبي" اللواء المتقاعد انطوان لحد في منزله في مرجعيون راجع ص2. ونجحت جهود اطلاقها الذي تحوّل مناسبة احتفالية في بيروت، بعد اتصالات مكثفة أجرتها باريس، وأعلنت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه ان فرنسا تدخلت للإفراج عن سهى بشارة العضو في الحزب الشيوعي اللبناني. وقالت: "ساهمنا في ذلك كما فعلنا في السابق ونواصل فعله في سبيل قضايا انسانية اخرى، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، واستقبلنا اكثر من مرة والدة سهى في باريسوبيروت". وأشارت الى ان "شخصيات ومؤسسات تدخلت في هذا الاتجاه"، واعتبرت تحرير سهى "عملاً ايجابياً ينال تقديرنا". لكنها ذكرت ان "هناك سجناء آخرين لا يزالون معتقلين من دون محاكمة في الخيام"، آملةً بإطلاقهم بسرعة. وتردد في بيروت ان اطلاق سهى بشارة جاء نتيجة مقايضة فرنسية - اسرائىلية، وفي مقابل مطلب لحد الحصول على لجوء سياسي في فرنسا، لكن سوكريه نفت ذلك وقالت لپ"الحياة" ان "العملية تمّت من جانب واحد ولأسباب انسانية ومن دون مقابل". وعلّق رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الذي استقبل سهى في السرايا الحكومية، حيث انتظرتها عائلتها وقيادة الحزب الشيوعي ونواب، على ما تردد عن شروط لتحريرها، منها اقامتها في فرنسا، فنفى ذلك وقال: "سهى مواطنة لبنانية لها حق السكن في لبنان، مثل اي مواطن آخر، واذا ارادت الذهاب الى فرنسا فهي ترحّب بها". واكد "بذل كل جهد لاطلاق جميع المعتقلين في السجون الاسرائيلية أو في سجن الخيام، لأن الامر من أولويات الحكومة". واعلن ان اتصالات تولتها فرنسا أدت الى اطلاق سهى. واتّصل رئيس الجمهورية الياس الهراوي والوزير أيوب حميد باسم رئيس المجلس النيابي نبيه بري مهنئين. وقال مصدر قريب الى الحريري لپ"الحياة" ان رئيس الحكومة تبلّغ الثلثاء الماضي من الجانب الفرنسي نجاح الجهود للافراج عن سهى. وتمّ التنسيق من قبل مستشار الحريري غسان الطاهر مع الصليب الاحمر في شأن عملية الانتقال بسرّية.