صعّدت اسرائيل من اعتداءاتها على الجنوب لليوم الثاني على التوالي. وقصفت في شكل مركز وعنيف ظهر امس بمدافع من عياري 120 و155 ملم طريق اللويزة - جرجوع وبلدة مليخ ومجرى نبع الطاسة والجبل الرفيع في اقليم التفاح. وكانت قوات الاحتلال قصفت صباحاً مجرى نهر الزهراني وخراج حبوش واحياء النبطية الفوقا، ما أدى الى تضرّر منزل المواطن فهد مغربل وقطع أسلاك الكهرباء واتلاف محصول التبغ في الحقول المجاورة. وطاردت زوارق حربية اسرائىلية فجر امس مراكب لصيادين قبالة شاطىء المنصوري، مطلقة عليها رشقات رشاشة فأصابت اثنين منها نجا من كان على متنهما. وفي المقابل، أعلنت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" ان مجموعة منها رصدت تحركات لآليات معادية في محيط موقع سجد، وهاجمتها بالاسلحة المناسبة "وحققت فيها إصابات مباشرة". وقدّمت قيادة قوات الطوارىء الدولية في جنوبلبنان احتجاجاً شديد اللهجة الى قيادة الجيش الاسرائيلي بعد اصابة جندي من الوحدة الارلندية بجروح خطرة واغماء مرافقته المجندة من الوحدة نفسها، اثر اصابة سيارتهما في ساحة بلدة حداثا مساء اول من امس بقذيفة هاون اسرائيلية من عيار 81 ملم. يوم الأسير الى ذلك، أقيم امس اعتصام امام مقر الاممالمتحدة في بئر حسن في بيروت لمناسبة "يوم الاسير"، وجّه خلاله نداء الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، تلاه الاسير المحرر نبيه عواضه وأشار الى "ان عملية التبادل الاخيرة فتحت هذا الملف الانساني على مصراعيه خصوصاً ان المحررين نقلوا فوراً الى المستشفيات للمعالجة من امراض خطيرة ناتجة عن سوء المعاملة والتعذيب وانعدام العناية الصحية، وان اسرائيل تستمر في احتجاز 167 مواطناً لبنانياً، 125 منهم في معتقل الخيام و42 في السجون الاسرائيلية، اضافة الى 10 فلسطينيين من سكان لبنان، ومضى على احتجاز بعض الاسرى 14 عاماً وبعضهم محتجز من دون محاكمة ولا يتمتعون بالحقوق التي ينصّ عليها اعلان حقوق الانسان". وذكّر النداء بالمطالب التي تنادي بها لجنة المتابعة لقضية المعتقلين وأهمها الافراج عن المرضى والاطفال دون ال18 عاماً وايفاد لجنة تحقيق دولية الى المعتقل والتحقيق في ظروف بعض الاسرى وفتح المعتقلات امام المنظمات الانسانية والحقوقية والسماح لعائلات المحتجزين في سجون الداخل بزيارة ابنائهم، وكشف مصير المفقودين وتسليم باقي جثث الشهداء الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر". واعتبرت محامية الاسيرة سهى بشارة الفرنسية مونيك بيكارويل "ان المحامي يعجز عن فعل اي شيء اذا لم تسانده المنظمات والجمعيات الدولية وان على اسرائيل ان تحرر كل المعتقلين اذا كانت لا تريد العدوان على أراضيها". وأملت "ان تصحح الصحافة العربية موقفها وتدعم تحرير الاسرى"". وكانت مطالبة باسم لجنة العفو الدولية في كندا ب"تحرير جميع المعتقلين ووقف عمليات التعذيب وان يعاملوا بعدل". وألقى كلمة مجلس الشعب السوري المعتقل السابق شكيب ابو جبل الذي قال "ان عملية التبادل الاخيرة كان لها صدى ايجابياً". واوضح "ان الهيئة العربية لتحرير الاسرى العرب في السجون الاسرائيلية أسست اخيراً وتضم اعضاء من فلسطين والجولان ولبنان وتسعى الى توسيع نطاق عملها". وانتقل وفد من المعتصمين الى وزارة الخارجية حيث التقى الوزير فارس بويز الذي اكد "ان موضوع الاسرى أصبح من ثوابت الديبلوماسية اللبنانية اضافة الى موضوع الجنوب". وأوضح "ان سبع رسائل خطية ارسلت الى الامين العام للامم المتحدة في هذا الاتجاه". وأقيمت اعتصامات في صور وصيدا والنبطية. وتابع رئيس الحكومة رفيق الحريري اوضاع الاسرى المحررين اخيراً، والتقى وفداً منهم في حضور رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان الذي اوضح ان الوفد "تمنّى استمرار رعاية الحكومة للاسرى المحررين"، مشيراً الى "سلسلة مطالب عرضت". واعلن ان رئيس الحكومة "أعطى تعليماته للمباشرة بعملية دمج المحررين في المجتمع"، لافتاً الى "اجراءات عملية سيبدأ تنفيذها قريباً جداً"