قدم اثنا عشر أكاديمياً فلسيطينياً ويهودياً سبع امكانيات محتملة لمستقبل الجماهير الفلسطينية داخل الدولة العبرية. وتراوحت هذه السيناريوهات المحتملة بين تعرض الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الى عملية تهجير وترحيل قسري من المؤسسة الحاكمة في اسرائيل، وبين قيام دولة ثنائية القومية عربية - يهودية على كامل أرض فلسطين التاريخية. وشارك في اعداد البحث الأكاديمي الذي أشرف عليه مركز بار ايلان للبحوث ستة فلسطينيين من داخل الخط الأخضر وستة اسرائيليين من اليسار الصهيوني عملوا على مدار شهرين لرسم بدائل مختلفة لمكانة الفلسطينيين في اسرائيل منطلقين من واقع الإهمال والتمييز وعدم الوضوح في سياسة المؤسسة الحاكمة في اسرائيل نحوهم. 1- الاحتمال الأكثر تطرفاً الذي تسانده مجموعات يهودية متطرفة يتمثل بتنفيذ عملية "تطهير عرقي" يتم فيها طرد الفلسطينيين من أرضهم على غرار ما حدث ويحدث في التاريخ المعاصر في أماكن مثل البوسنة والهرسك. وقال البروفسور اسعد غانم محاضر العلوم السياسية في جامعة حيفا، وهي مركز الدراسة، انه على رغم وجود هذه الفكرة عند بعض الاسرائيليين قبل وبعد قيام الدولة العبرية، إلا انه لا يوجد حتى الآن تفكير جدي من قبل الحاكمين في اسرائيل في تنفيذ ذلك. 2- تضمن السيناريو الثاني ان ينشق فلسطينيو أرض 1948 عن دولة اسرائيل كمجموعة وينضموا الى دولة فلسطينية تنشأ في الضفة والقطاع. وهذا التصور يلقى معارضة من قبل الفلسطينيين أنفسهم باعتباره تخلياً عن حقهم في أرضهم. وكانت أوساط في حزب العمل الاسرائيلي المعارض قد طرحت، في اطار مفاوضات الحل النهائي غير الرسمية، مبادلة مساحات من منطقة المثلث الفلسطيني بمواطنيه العرب بمناطق استراتيجية فلسطينية على طول الخط الأخضر تريد اسرائيل ضمنها. 3- ويتنبأ السيناريو الثالث ببقاء الوضع القائم على ما هو عليه: دولة يهودية تحوي أقلية فلسطينية مهضومة الحقوق. ورأى الباحثان أسعد غانم ونديم روحانة من جامعة هارفارد عدم وجود إمكانية لاستمرار العلاقة القائمة بين الاقلية العربية الفلسطينية والدولة العبرية. وأشار الى حتمية التصادم بينهما اذا ما استمر الوضع القائم. 4- أما السيناريو الرابع، وهو ما يميل اليه ساسة اسرائيل الحاليين، فيتضمن: تطوير الوضع القائم ومنح الفلسطينيين أقصى درجة من المساواة في ظل دولة يهودية. 5- إقامة دولة اسرائيلية مشابهة في ملامحها لفرنسا حيث المواطنة هي الشيء المميز والمشترك بين جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية. وتوضح صاحبة هذا السيناريو ايليانا كوفمان من الجامعة المفتوحة في تل ابيب ان على الدولة في هذه الحالة ان لا تتدخل في الصراع الاثني وان لا تكون منحازة لليهود، وهذا عكس الوضع الحالي. 6- بعد عشرين عاماً من الآن سيبلغ عدد المواطنين الفلسطينيين مليونين بينما سيبلغ عدد اليهود داخل الدولة ستة ملايين وسيشارك الفلسطينيون الذين سيشكون ربع عدد السكان في إدارة الدولة في اطار دولة ثنائية القومية داخل حدود دولة اسرائيل الحالية. 7- السيناريو الأخير الذي طرحه اسعد غانم يتنبأ بحتمية اقامة دولة ثنائية القومية على كامل التراب الفلسطيني ليست رديفاً للدولة العلمانية التي طرحتها حركة التحرير الفلسطينية في السبعينات. وترتكز الدولة الثنائية القومية على ادارة الصراع بين مجموعتين قوميتين مختلفتين بحيث يتم تقاسم نسبي للموارد الطبيعية والميزانيات وغيرها من خلال قرارات مشتركة سيضطر الطرفان الى اتخاذها بسبب تعذر الفصل في العديد من القضايا الجوهرية مثل الماء والأرض والقدس والمستوطنات التي لن يقبل الفلسطينيون والاسرائيليون بأي حل وسط في شأنها. ويورد محاضر العلوم السياسية سبباً آخر سيقود الى إقامة هذه الدولة وهو استحالة إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة لأسباب عدة منها الرفض الاسرائيلي وتشابك الموارد الطبيعية وفوق هذا وذاك "عجز السلطة الفلسطينية الحالية عن اقامة دولة مؤسسات".