اعلن الرئيس ياسر عرفات ان السلطة الفلسطينية وافقت على تخصيص ثلاثة في المئة من اصل 13 في المئة من الأراضي التي ستنسحب منها اسرائيل لتكون محمية طبيعية، على اساس ان يكون وضعها الأمني خاضعاً لتصنيف فئة "ب" أي لسلطة امنية مشتركة فلسطينية - اسرائيلية. وأضاف عرفات الذي كان يتحدث امس بعد محادثاته مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون في البيت الأبيض لليوم الثاني على التوالي، ان الموافقة الفلسطينية جاءت تسهيلاً للأمور وللمبادرة الاميركية. ورغم التكتم الذي تحيط به الادارة الاميركية مما تم الاتفاق عليه خلال القمة الثلاثية الاثنين الماضي، ذكرت مصادر مطلعة ان هناك اتفاقاً الآن على الانسحاب الاسرائيلي بنسبة 13 في المئة وان العمل والجهود ستنصب خلال الاسابيع القليلة المقبلة على التوصل الى اتفاق حول المسائل الامنية المرتبطة بالصفقة المتعددة الاجزاء. وقال مسؤول في البيت الأبيض ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت والسفير دنيس روس سيعملان خلال زيارتهما المقبلة للمنطقة في 5 او 6 تشرين الأول اكتوبر المقبل على التمهيد للمحادثات على مستوى القمة التي ستبدأ في الولاياتالمتحدة حوالى منتصف الشهر المقبل، وان اولبرايت ستبحث مع الجانبين في الموعد المناسب لبدء المفاوضات وفي مكان انعقادها. وأعرب عرفات في تصريحاته ان امله بأن تؤدي جهود الشهر المقبل للتوصل الى اتفاق. وسئل عرفات ما اذا كان سيعلن الدولة الفلسطينية في أيار مايو المقبل شاء من شاء وأبى من أبى؟ فأجاب "إن الذي شاء هو الاتفاق الذي وقعناه مع رئيس وزراء اسرائيل السابق اسحق رابين في البيت الأبيض والذي يتضمن ان من حقنا اعلان الدولة بعد مضي 5 سنوات"، وشدد على القول ان المهم هو متابعة "تنفيذ الاتفاق الذي وقعناه هنا في البيت الأبيض تحت اشراف الرئيس كلينتون والذي وقعته اميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والنروج ومصر والأردن وبحضور وزير خارجية اليابان". وقال المسؤول في البيت الأبيض ان الرئيسين كلينتون وعرفات أمضيا 40 دقيقة مع اعضاء وفديهما. واجتمعا على حدة لمدة 20 دقيقة. وأضاف ان المحادثات تناولت وضع عملية السلام وسائل اقليمية اخرى تهم الولاياتالمتحدة والسلطة الفلسطينية. ورفض الدخول في تفاصيل المسائل المتعلقة بعملية السلام على المسار الفلسطيني. وقال ان كلاً من كلينتون وعرفات تحدثا عن خطابيهما امام الجمعية العامة للامم المتحدة. واضاف ان البحث تناول الخطوات المستقبلية على ضوء زيارة اولبرايت وروس للمنطقة. واعتبر ان خطاب عرفات امام الجمعية العمومية حول الدولة الفلسطينية يعكس "وجهة نظر الشعب الفلسطيني التقليدية حول موضوع الاستقلال. ونحن نتفهم هذا الرأي". وبات واضحاً ان المفاوضات في منتصف تشرين الاول المقبل ستكون شبيهة بمفاوضات كامب ديفيد بين مصر واسرائيل التي تميزت بالاصرار على التفاوض الى حين الوصول الى النتيجة. ويأمل المسؤولون الاميركيون بأن تؤدي التحضيرات المسبقة للمفاوضات الى تقصير مدتها خصوصاً ان البيت الابيض يعمل على اساس روزنامة داخلية ويرغب في تحقيق انجاز يمكن ان يساعد الديموقراطيين في الانتخابات التشريعية في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكانت اولبرايت اشارت الى اسباب عقد القمة الثلاثية "وابرزها رغبة الرئيس في ان ينقل الى الطرفين شعور الاستعجال والالحاح للتوصل الى اتفاق وصفته بأنه يشكل "حزمة متكاملة وشاملة" ذات اجزاء متعددة. وافاد نتانياهو قبل سفره الى اسرائيل ان القمة وضعت جدولاً زمنياً لانهاء المفاوضات والتوصل الى اتفاق منتصف اكتوبر.