باريس - أ ف ب - أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان "الوقت حان لتجديد العلاقة الفرنسية - الالمانية" في مقال نشر أمس الثلثاء في صحيفتي "لوفيغارو" الفرنسية و"فرانكفورتر الغماين تسيتونغ" الالمانية. وأعلن انه سيبحث ذلك "في اول لقاء" مع المستشار المنتخب غيرهارد شرودر الذي يصل اليوم الاربعاء الى باريس لتناول طعام الغذاء مع شيراك ونظيره الفرنسي ليونيل جوسبان. ورأى شيراك ان على فرنساوالمانيا ان تواجها تحديا حقيقيا هو الذهاب الى أبعد من المصالحة باعطاء روح جديدة لعلاقاتهما، روح الاخوة والمبادرة التي يتسم بها المجتمعان الفرنسي والالماني ويعملان بها. واضاف: "تغيرنا وعلينا تعزيز علاقاتنا بتكييف اساليبنا للعمل وآليتنا الثنائية وأيضاً، بالتقريب بين شعبينا عبر تكثيف الحوار بين ثقافتينا وبشكل اوسع بين مجتمعينا". وتابع: "لدي اقتراحات لتحقيق هذا الطموح الغني بالخبرة. لقد عرضتها على الحكومة وساعرضها على المستشار شرودر في اول لقاء". وكان الرئيس الفرنسي طرح للمرة الأولى فكرة "تجديد" العلاقات الفرنسية - الالمانية في 26 آب اغسطس الماضي، معرباً عن الأمل في ان يعيد البلدان النظر في "تعاونهما لتعزيز قدراتهما في بناء اوروبا". ووضع شيراك العلاقة الفرنسية - الالمانية في اطارها الاوروبي في المقال الذي اشاد فيه ب "الدور التاريخي" الذي لعبه المستشار السابق هلموت كول، معتبراً أنه في ظل غياب ارادة مشتركة لدى البلدين "لما وجدت السوق الواحدة ولا الوحدة الاقتصادية والنقدية ولا بداية تطبيق سياسة خارجية وأمنية". وأكد: "علينا اليوم ان نطلق بشجاعة معا ومع شركائنا سياسات جديدة خصوصا في المجال الاجتماعي والوظيفي والابحاث والبيئة ومكافحة الافات الكبرى". وقال ان انتهاء الحرب الباردة لم يؤثر على "جوهر وجود" العلاقة الفرنسية - الالمانية. وخلافاً لذلك فإن "فرنسا على غرار المانيا، لا تتردد في الترويج لافكارها ومصالحها وهذا التطور ايجابي". واضاف ان "استمرارية اي علاقة رهن بثقة كل شريك في نفسه والاعتراف بوجود اختلافات مع الشريك الآخر وتأكيد الهوية الوطنية لكل شريك". واضاف: "على فرنساوالمانيا ان تشكلا قوة دفع وجذب لصالح اوروبا كلها كما برهن على ذلك انشاء اليورو" مقترحاً هدفاً مزدوجاً هو "انجاز العمل الذي اطلق بسقوط جدار برلين أي توحيد اوروبا موسعة وضمان تعزيز بناء اوروبا على الصعيد الاخلاقي والسياسي".