موسكو - "الحياة"، رويترز - قال الرئيس الروسي بوريس يلتسن امس الاربعاء ان توسيع حلف شمال الاطلسي شرقاً خطأ تاريخي، واكد مجدداً على معارضة موسكو له. فيما دعا البرلمان فيكتور تشيرنوميردين الى التخلي طوعاً عن ترشيح نفسه لرئاسة الوزراء. وأضاف يلتسن في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون بعد قمتهما التي استمرت يومين في موسكو: "إننا ضد توسيع حلف شمال الاطلسي الى الشرق... نحن نعتبره خطأً جسيماً وسيصبح في يوم ما خطأً تاريخياً". وعارضت روسيا بشدة توجيه حلف شمال الاطلسي الدعوة العام الماضي الى ثلاث دول من حلفاء الاتحاد السوفياتي السابق للانضمام الى عضويته لكنها وافقت في نهاية الأمر على معاهدة جديدة مع التحالف الغربي تعطي موسكو كلمة في شؤون الحلف. واعرب كلينتون عن مشاعره الودية تجاه يلتسن لكنه أضاف على الفور ان وجهات نظرهما تباينت بالنسبة الى خطط توسيع الاطلسي شرقاً. وفي وقت سابق أكد يلتسن ملخصاً وجهة نظره في شأن نتائج القمة على ان موسكو لم تعد خصماً للولايات المتحدة كما كان الحال إبان الحرب الباردة، لكنه كرر إصرار روسيا على ضرورة لعب دور في الأمن الأوروبي. وقال: "ترفض روسيا تماماً اسلوب القوة... وحل صراعات اليوم ليس عسكرياً... وهذا ينطبق على الوضع في العراق وافغانستان وغيرهما...". وأضاف: "مركزية حلف شمال الاطلسي في بناء هيكل أمني أوروبي جديد غير مقبولة أيضاً... وقد اتاحت محادثاتنا مزيداً من التفاهم المشترك في شأن هذه المسائل". الوضع الداخلي وكان الشأن السياسي الداخلي حاضراً في القمة، وأشار كلينتون الى ان المخرج من الأزمة الراهنة مرهون بقدرة يلتسن على اقناع البرلمان تشكيل حكومة "تهدف الى تعميق الاصلاحات"، واضاف انه سيبلغ هذا الرأي الى قادة الكتل البرلمانية عند اجتماعه بهم في وقت لاحق، وحذر من وجود قوى سياسية "تريد إرغام يلتسن ... على النكوص الى الوراء". واعتبر عدد من السياسيين الروس تصريحات الرئيس الاميركي تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي، وذكر زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي الذي لم يتلق دعوة لحضور اللقاء ان "القمة كلها غدت محفلاً للعداء لروسيا". تشيرنوميردين وعلى صعيد الأزمة السياسية وجه مجلس الدوما امس الأربعاء نداء الى فيكتور تشيرنوميردين وطلب منه ان يتخلى طوعاً عن ترشيحه لرئاسة الحكومة. ومن المقرر ان يناقش البرلمان غداً الجمعة ترشيح تشيرنوميردين للمرة الثانية وفي حال رفضه وإصرار يلتسن على تقديمه مرة ثالثة فإن روسيا ستكون أمام خيارين: إما حل البرلمان أو تقديم اسم مرشح آخر، ما يعني اضعاف مواقع يلتسن، والاحتمال الأول يبدو الأرجح بعدما أعلن يلتسن أمس موافقته على تعيين وزراء في الحكومة الجديدة قبل تشكيلها. واحتفظ وزراء الخارجية والدفاع والداخلية وأحد نواب رئيس الحكومة بمناصبهم، فيما لم يرد اسم وزير الأمن. وعلى صعيد آخر دعا البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي الذي يعد "الصانع الحقيقي" لتشيرنوميردين، الى استقالة يلتسن. وذكر في تصريح غير متوقع ان على الرئيس ان يستقيل في حال قيام سلطة سياسية قوية". واذا لم يحصل ذلك فعليه الاستقالة "لتمهيد التربة لقيام مثل هذه السلطة".