الفنانة الكبيرة نادية لطفي ممثلة من طراز خاص، أحبت الفن فكان كل حياتها. قدمت العديد من الأعمال المهمة والمتميزة، وكان لها العديد من المواقف الانسانية والوطنية والقومية الشجاعة. قدمت نادية لطفي نحو 100 فيلم من الاعمال السينمائية مع كبار النجوم، على رأسهم أحمد مظهر وفريد شوقي ومحمود المليجي وشكري سرحان ويحيى شاهين ورشدي اباظة والعندليب الاسمر عبدالحليم حافظ وغيرهم من الكبار. وقدمت عدداً قليلاً من الأعمال الفنية للتلفزيون. حاورتها "الحياة" وسألتها عن ابتعادها عن التلفزيون والسينما ايضاً، وعن الممثلات الجديدات وأزمة السينما. ما سر ابتعادك عن التلفزيون؟ - رغم موافقتي على تمثيل ادوار تلفزيونية، الا انني لست راضية عنها وأشعر انني جاملت آخرين كثيراً عند قبولي العمل في هذه المسلسلات أو الافلام التلفزيونية، باستثناء عدد قليل منها. أنا ممثلة سينمائية، بيتي الأول والأخير هو السينما، لذلك لا أقتنع إلا بالوقوف أمام كاميرات الشاشة الكبيرة. ما سر ابتعادك عن السينما في السنوات الاخيرة، هل هناك سينما هذه الايام؟ - السينما انتهت، فبعدما كان عدد الافلام الذي ينتج في السنة الواحدة 100 فيلم، اصبح المنتج حاليا لا يتعدى اصابع اليد، فالأزمة الطاحنة التي تمر بها السينما المصرية ستؤدي الى انهيارها، بالاضافة الى ان المناخ السائد لا يناسبني، وهذا لا يتعلق بقلة عدد الافلام المنتجة أو فقر الكتابة، ولكن موسوعة المبادئ السائدة تخالف طبيعتي، واللون الفني المعروض لا يناسبني، ولا اتزوقه، لأنني فنانة ذواقة لا أقدم على أي عمل من اجل الظهور فقط. جيل الممثلات الجدد، هل ترين في احداهن نادية لطفي اخرى؟ - انا من اكثر المتحمسات لجيل الشباب في كل المجالات، اسعد واستمتع بالنماذج الناجحة من الشباب الذين اقابلهم في حياتي اليومية، ولا سيما شباب الفن، نماذج مبشرة وموهوبة لدرجة تبهرني، وأتذكر هنا تجربتي في فيلم "المومياء" مع المخرج الراحل شادي عبدالسلام، حين كانت الوجوه الشابة هي ابطال الفيلم، وأُشرِك في الفيلم عدد كبير منها وأصبح له شأن كبير في المجال السينمائي بعد ذلك. اما بالنسبة لمن تشبهني من الوجوه السينمائية الجديدة، فالحقيقة لا توجد من وجهة نظري نادية لطفي غيري. ماذا عن لجنة اصلاح السينما المصرية التي شكلها رئيس الوزراء المصري والتي تعملين فيها؟ - قبل عامين تقريباً، تم تشكيل هذه اللجنة، وكان هدفنا جميعا هو عودة صناعة السينما المصرية الى سابق عهدها، وكانت لي أفكار أكدتها داخل هذه اللجنة، منها ضرورة رفع القيود الجمركية على مستلزمات صناعة السينما، سواء الافلام الخام، او مواد التحميض أو آلات العرض، وايضا ضرورة خفض قيمة تذكرة دخول السينما، وإلغاء ضريبة الملاهي. هناك ايضا مشروع بناء مدينة الفنانين، والتي بدأ العمل فيها فعلا، وتقام على مساحة 100 فدان وستنشأ فيها وحدات سكنية ومراكز فنية، ودار عرض سينما ومسرح، بالاضافة الى دار للمسنين لرعاية كبار السن من الفنانين بالمستوى الذي يليق بهم وبما قدموه خلال مشوارهم الفني الطويل، وكذلك انشاء نادٍ رياضي وآخر اجتماعي وحدائق ومتنزهات، وهناك ايضا افكار اخرى ستطرحها اللجنة لحل مشكلة السينما والسينمائيين. تجربتك مع انتخابات نقابة المهن التمثيلية لماذا لم تعيديها في الانتخابات السابقة؟ - فكرة دخولي الانتخابات لمنصب نقيب الممثلين للمرة الاولى قبل اربع سنوات جاءتني بالمصادفة، ولم تكن في ذهني على الإطلاق، ولكن إحساسي الدائم وقناعتي بأنني جزء من كيان واحد تمثله النقابة اشعلت في داخلي الحماسة للفكرة، وفعلاً رشحت نفسي، وبعد سقوطي في الانتخابات ونجاح النقيب عبدالغفار عودة لم اشعر بأي ضيق، لأن النقيب الذي اختاروه كان رجلا ممتازاً وشجاعاً. وفي الدورة الماضية عُرض عليّ الترشيح لمنصب النقيب امام الفنان يوسف شعبان النقيب الحالي وعبدالغفار عودة النقيب السابق، لكني رفضت لأنني وجدت ان كلا من الاثنين إذا نجح سيحقق مصلحة كبيرة لأعضاء النقابة. وما صحة ما يقال من أنك تكتبين مذكراتك؟ - انا فعلاً أدون مذكراتي منذ فترة طويلة، وليست المذكرات الفنية فقط، ولكن اكتب كل شيء في حياتي، علاقاتي بالآخرين والحياة العامة ومشواري الفني والاجتماعي. ولم اترك حدثا الا كتبته، وذلك على مدى 30 عاما كاملة، وسأختار الوقت المناسب لنشرها، وهو الوقت الذي اشعر فيه ان الجمهور في داخل الوسط الفني وخارجه يريد ان يقرأ مذكرات نادية لطفي. "بولا أحمد شفيق" اسمك الحقيقي، ما ذكريات تغيير هذا الاسم ليصبح "نادية لطفي"؟ - كان المخرج الراحل نيازي مصطفى يصور فيلم "سلطان" بطولة رشدي اباظة وفريد شوقي وهند رستم، وبعد تصوير مشاهد قليلة من الفيلم، حصل خلاف بين البطلة والمخرج، وكان المنتج هو الفنان رمسيس نجيب الذي قرر على الفور البحث عن وجه جديد. وفي احدى الحفلات التي دعيت لها ومعي زوجي الضابط البحري عادل البشاري كان رمسيس نجيب موجوداً ووقعت عيناه عليّ واختارني لأكون بطلة فيلمه بعد موافقة زوجي، وحين جئت لمقابلة المخرج نيازي مصطفى اعترض عليّ ورفض تصوير الفيلم معي، لكن المنتج رمسيس نجيب كان مُصراً على بطولتي للفيلم، وقام فعلا بعمل الدعاية والافيشات تحمل صوري واسمي الذي اختاره من بطلة فيلمه "لا انام" الذي قامت ببطولته السيدة فاتن حمامة وكانت تجسد شخصية فتاة تدعى نادية لذلك اطلق عليّ اسم نادية لطفي، بدلاً من بولا. وما رأيك في اتجاه عدد كبير من نجوم السينما الى التلفزيون؟ - اعتقد ان ازمة السينما هي السبب الرئيسي وراء هذا الهروب، ولكن لابد للنجم الفنان ان ينتبه الى ان عدم التنويع في الادوار التلفزيونية من شأنه ان يحرق النجومية. لذلك فالفنان الذكي هو الذي يجعل من وجوده في التلفزيون إضافة الى رصيده الفني والجماهيري وليس العكس. هل اتجاه كبار الفنانين للعمل في الاعلانات يعتبر اتجاها لتحقيق الربح بشكل اسهل، وما رأيك في خوض تجربة الاعلانات؟ - انا ضد مشاركة الفنان في الاعلانات، ولاسيما اذا تكررت هذه التجربة فإن الفنان حتما سيحرق، ومن الافضل ان يتفرغ الممثل للإعلانات تاركاً التمثيل. وما احدث اخبارك الفنية؟ - لست مرتبطة بأي عمل فني، وانتهز الفرصة للاستجمام بعيدا عن الارتباط بالمواعيد والتصوير وغيرها من الاشياء المزعجة التي تقلق راحتي، ولكني انتهز الفرصة واقرأ عدداً من السيناريوهات، وادعو الله ان اجد بينها دورا يناسبني، لأعود به الى المشاهدين الذين اشتقت اليهم جداً.