أبدت مصر رغبتها في الانضمام الى السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد، وأكدت حرصها على حل الأزمة الحدودية بين اثيوبيا واريتريا سلماً. وفي هذا الاطار وصل الى أديس أبابا أمس وفد ليبي رفيع المستوى برئاسة مسؤول الأمن الخارجي الليبي موسى كوس حاملاً رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي الى رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي. ولم يستبعد مراقبون في أديس أبابا، أن تكون ليبيا تهدف من هذه الزيارة الى تبرير علاقتها مع اريتريا التي شهدت تطوراً منذ اندلاع الأزمة بين أسمرا وأديس أبابا، اضافة الى تصحيح سوء التفاهم الذي طرأ بين اثيوبيا وليبيا اثر الانتقادات الجادة التي ظهرت في بعض الصحف الاثيوبية ضد طرابلس واتهمتها بمساندة أسمرا في أزمة الحدود. الى ذلك، أكدت مصادر ديبلوماسية عربية في اديس أبابا ان وفد اللجان الثورية الليبية برئاسة عبدالله حسن عثمان، أجرى محادثات أثناء زيارته لاسمرا مع الأمين العام للجبهة الشعبية الحاكمة الأمين محمد سعيد وعدد من المسؤولين الاريتريين. واشارت الى أن تلك الزيارة تعتبر الأولى لوفد اللجان الثورية الى القرن الافريقي. وأوضحت المصادر نفسها ان ليبيا تجري اتصالات عدة مع بعض الدول الافريقية، من ضمنها اريتريا واثيوبيا، لتوسيع عضوية تجمع الساحل والصحراء. ويعتقد مراقبون في المنطقة ان التوجه الليبي نحو اريتريا واثيوبيا يأتي ضمن الجهود الليبية لتقريب وجهات النظر بين البلدين، خصوصاً ان ليبيا تزعمت وفد الوساطة التابع لمجموعة الساحل والصحراء الذي وجد التجاوب من الجانب الاريتري في حين وجد الفتور من الجانب الاثيوبي. من جهة أخرى، نفى السفير المصري لدى اثيوبيا مروان بدر تورط بلاده أو أي دولة عربية في الأزمة الحدودية بين أديس أبابا واسمرا، مشيراً الى أن مصر كانت دائماً ترى ان الحل للقضية الاريترية يكون عبر الوحدة الاثيوبية قبل استقلال اريتريا. وأوضح السفير في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ريبورتر" الاثيوبية ونشرت أمس، ان مصر ليست مع طرف ضد طرف في النزاع الحدودي، وأن كل ما قدمته مصر لاريتريا هو دعم قيمته 50 ألف دولار في شكل مساعدات انسانية، في حين رفضت اثيوبيا تلك المساعدات. وأشار بدر الى رغبة بلاده في الانضمام الى منظمة "ايغاد" التي تضم خمس دول من حوض النيل، لكنه استبعد قبول عضوية مصر في الوقت الحالي بسبب الخلافات التي ظهرت أخيراً بين الدول الأعضاء في المنظمة الاقليمية.