بيروت - "الحياة" - لم تشهد بداية عطلة نهاية الأسبوع في لبنان تحركات ومواقف ذات دلالة الى ما يمكن أن ترسو عليه صورة الانتخابات الرئاسية التي دخلت اليوم الثالث من المهلة الدستورية. وتداخل موضوعا الانتخابات والجنوب في المواقف القليلة التي سجلت أمس. وأبرزها لوزير الخارجية فارس بويز، بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير، فقال ان "الأمور لا تزال ضبابية وغير منتهية حيال اختيار الرئيس الجديد، فلبنان دخل الحال الاقليمية في مرحلة بالغة التعقيد متمثلة باللاثبات وبالتحالف التركي - الإسرائيلي وسلبية بنيامين نتانياهو، وتطورات أخرى بدأت ملامحها عبر أشخاص أو حالات، الأمر الذي يحتاج الى رجل صاحب رؤية وقراءة وخبرة يستطيع فعلاً التعاطي مع أمر يصعب حتى على أربابه الخروج من دهاليزه". المعالجة الاقتصادية واعتبر ان معالجة الازمة الاقتصادية الفعلية القائمة "تتطلب الى الجوانب التقنية ثقة من الناس ومن الأوساط المعنية بشخص الرئيس، فلا يأتي رئيس عبر انزال سياسي لا يأخذ في الاعتبار هذه الثقة"، وطالب "بتصحيح توازنات سياسية تبدأ بشخص الرئيس وصفاته وتمثيله الوطني والمسيحي". ورأى "ان الوضع القائم لا يستوجب تعديلاً في المادة ال49 من الدستور وإذا كان هناك ضرورة للتعديل فلتلغ المادة بكاملها". وعن الوضع في جزين قال بويز "ليس خطيراً والذين يعتقدون أن على الدولة أن تدخلها قبل الانسحاب الإسرائيلي واللحدي مخطئون، لأن جزين تحت الاحتلال، ولو بمعايير مختلفة عن غيرها"، وأضاف ان "هناك اتصالات في هذا الشأن وأن أي انسحاب مفاجىء أو غير مفاجىء من المدينة أمر جيد، فليكن الانسحاب جدياً وكاملاً من دون ابقاء قوى في الداخل، لمنع أي احتكاك معها كي لا نجر الى حرب أشمل". وأعلن ان "ليس لدى الجيش اللبناني القدرة لتحرير الأرض بالقوة من إسرائيل، ولو كانت لديه لكان فعل". مخيبر يثمن الموقف الاميركي واعتبر رئيس "التجمع للجمهورية" الدكتور ألبير مخيبر قول السفير الأميركي ديفيد ساذرفيلد عن الانتخابات الرئاسية "انها ملك للبنان واللبنانيين"، "يعيد الى لبنان حقوقه ويشكل اعترافاً واضحاً بالحقوق الدستورية للمؤسسات اللبنانية وتحذيراً بصوت عال لمن غابت عن ذهنه هذه الحقوق". وطالب واشطن "بتأمين الوسائل الكفيلة بتحرير السلطات اللبنانية من الوصاية المفروضة والمستمرة بتطبيق ما وعدتنا به مراراً وتكراراً أي تنفيذ قراري مجلس الأمن الرقمين 425 و520 مذكرين بزيارة وزيرة خارجية أميركا مادلين أولبرايت للبنان ومؤتمرها الصحافي الذي عقد في فوروم دو بيروت إذ وعدت مشكورة بتنفيذ انسحاب الجيش الإسرائيلي والجيش السوري إحياء لاستقلال لبنان وسيادته". ودعا مجلس الأمن الى "وقف الاقتتال في الجنوب بوقف فوري لإطلاق النار لأن لبنان بطبيعته واستراتيجيته السلامية ومرتكزاته الاقتصادية داعية للسلام الدائم مع جيرانه". وسئل الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري، في حديث اذاعي أمس، هل هو مرشح المفاجأة الى رئاسة الجمهورية؟ أجاب "اللبنانيون دائماً يبحثون عن المفاجآت ومعتادون ان كل ماروني يتولى مسؤولية عامة مرشح محتمل، مثل هذا السؤال لا يمكن أحد أن يجيب عنه وللمجلس النيابي الحق في هذا الجواب. أنا لم يخطر في بالي هذا السؤال، أو أن الموضوع ربما وارد".