استعجل أركان المعارضة اللبنانية معالجة التباين بين رئيس البرلمان نبيه بري وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون اللذين سيخوضان معركة وصفت بأنها «حبية» في انتخابات دائرة جزين التي تضم 3 مقاعد، بدلاً من الائتلاف الذي يجمع أحزابها وقواها في سائر الدوائر، للحؤول دون انعكاس المواجهة التي لا بد منها في هذه الدائرة، على سائر الدوائر التي لكل من عون وبري ناخبون فيها بهذا القدر أو ذاك، فرعى الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله ليل أول من أمس لقاء بينهما في مقره في الضاحية الجنوبية صدر عنه بيان ثلاثي أكد أن انتخابات جزين لن تؤثر على تحالفهما الشامل في كل الدوائر الأخرى. كما شدد البيان على أن الطرفين «تعهدا بألا تؤثر النتائج في هذه الدائرة على موقفهما الموحّد، وعلى مستوى التفاهم السياسي بما يضمن التفاهم لاحقاً على كل استحقاقات المرحلة المقبلة بما فيها المجلس النيابي والحكومة». وإذ بدّد البيان أنباء عن أن من أسباب التباين الذي أدى الى «موقعة جزين»، عدم وثوق عون بموقف بري من ضم من يرشحهم وزراء في الحكومة المقبلة في إطار الثلث المعطل، وما تردد عن أن عون سيحجم عن تأييد بري لرئاسة البرلمان، فإن «حزب الله» الذي كانت وساطته بين الرجلين فشلت على مدى الأسابيع الماضية للحؤول دون ظهور لائحتين للمعارضة، أكد أن المنافسة في جزين بين حليفيه موضعية. وتوالى إعلان اللوائح أمس، وعقد اجتماع ليل أول من أمس بين زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في منزل الأخير، وناقشا مطولاً «الخطوات المطلوبة لعمل قوى 14 آذار لإجراء العملية الانتخابية بأجواء ديموقراطية وهادئة». ويسعى الحريري وجعجع الى إيجاد صيغة لمعالجة الخلاف على المقعد الأرمني الكاثوليكي في دائرة بيروت الأولى، بين ترشيح الثاني لأحد محازبي «القوات» واستمرار النائب سيرج طور سركيسيان من حزب «الهنشاك» في ترشحه. ويواصل الحريري جهوده لاستعجال إعلان لائحة 14 آذار في دائرة زحلة ويلتقي في الأيام المقبلة المرشح عن المقعد الشيعي النائب السابق محسن دلول، في خطوة تجدد الاتصالات المباشرة بينهما حول الوضع الانتخابي في هذه الدائرة. وأعلن عون أمس اللائحة التي يدعمها في دائرة بعبدا وتضم عن المقعدين الشيعيين مرشحين من «حزب الله»، و3 مرشحين موارنة ودرزي من التيار الوطني». وأعلن المرشح عن أحد المقاعد المارونية الخمسة في كسروان النائب السابق فارس بويز، أنه ستكون هناك لائحة مستقلين في هذه الدائرة، مشيراً الى أن لا مانع من أن تضم قوة حزبية. وشرح بويز الذي كانت جرت مفاوضات بينه وبين عون لضمه الى لائحة الأخير قبل 10 أسابيع. بعض جوانب المطالب التي طرحت عليه (من دون أن يسمي عون)، وقال إن «الرمز (يقصد عون) كان يطرح عليه أسئلة حول درجة التزامه (بالتكتل الذي سينشأ برئاسة عون بعد الانتخابات)، معتبراً أن هذا كان أمراً مقلقاً، وأنه حين استفسر عن معنى ذلك جاء الجواب بأن النائب ميشال المر لم يلتزم معه في الظروف الاستثنائية عند خلو سدة الرئاسة. وأبدى بويز خشيته من «أن نكون في الأشهر المقبلة أمام تطورات دراماتيكية يعاد فيها إعادة تكوين الجمهورية». وشكر بويز «من جنّبنا دخول قفص الصيصان والالتزام الأعمى». وجاء كلام بويز الذي انتقد «أشباه الآلهة داخل كل مذهب» في وقت قالت مصادر بعض المرشحين إن العماد عون تناول معهم خلال فترة التحضير للوائح موقفهم من إمكان إعادة طرح رئاسة الجمهورية مجدداً (تقصير مدة ولاية الرئيس ميشال سليمان) «إذا حصلت اضطرابات أو تحركات على الأرض تقود الى طرح هذا الأمر». وكان لافتاً أمس إعلان النائب ميشال المر الذي يتصدر السعي الى قيام كتلة نيابية مستقلة تدعم رئيس الجمهورية من خلال تحالفه مع قوى 14 آذار في دائرة المتن الشمالي، «اننا لن نسمح بإسقاط النظام في لبنان ولا بتعطيل الحكم». وأضاف المر: «لا سلاح فوق سلاح الجيش ولن نرضى بتهميش الرئاسة ولا بالتهجم والتطاول على بكركي (البطريركية المارونية) والمراجع الروحية... ولن يسمح الشعب لمن يتاجرون باسم المسيحيين بشعاراتهم الباطلة». وقال المر إن المعركة «بين من يريد إنقاذ لبنان ومن يريد هدم لبنان». ديفيد هيل من جهة أخرى واصل نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل الذي يزور لبنان، لقاءاته مع كبار المسؤولين، فالتقى أمس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد أن اجتمع الى كل من الحريري، رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط والرئيس السابق أمين الجميل ووزير الخارجية فوزي صلوخ. وعلم أن هيل، إضافة الى تأكيده مجدداً أن لا تسويات على حساب لبنان، لمناسبة استمرار حوار الإدارة الأميركية مع سورية، أطلع عدداً من المسؤولين والقادة اللبنانيين على تركيز الجهود الأميركية على أحداث تقوم في عملية السلام على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي وعن الجهود الدولية والأوروبية في هذا المجال والصعوبات التي تواجهها هذه الجهود، إضافة الى الإشارات المتناقضة التي يرسلها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في هذا المجال. وذكرت مصادر مطلعة أن هيل أوحى عن طريق طرح أسئلة محددة بأن المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام جورج ميتشل قد يزور لبنان وسورية خلال جولته المقبلة على المنطقة. كما أن هيل أوضح لمن التقاهم أن زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان لدمشق أدت الى استمرار الحوار مع سورية وأن ليس هناك من تطور جديد في العلاقات بين البلدين حتى الآن.