بون - أ ف ب - يتوجه ستون مليون و500 الف الماني اليوم الاحد الى صناديق الاقتراع ليقرروا نهاية او استمرار عهد المستشار هلموت كول، أقدم رئيس حكومة اوروبي، بعد ستة عشر عاماً من سيطرة الحزب المسيحي الديموقراطي على مقدرات المانيا، فى معركة يبدو الرهان فيها بالغ الصعوبة بين موحد المانيا واحد الوجوه الكبرى لفترة ما بعد الحرب الاشتراكي، غيرهارد شرودر. وتشير استطلاعات الرأي الى ان شرودر 54 عاماً ما زال يتقدم على كول 68 عاماً بنسبة تراوح بين 9،1 و4،5 نقاط. لكن الفارق آخذ فى التراجع بعدما كان فى حدود العشر نقاط قبل ستة اشهر. وقد يحسم المترددون الذين يشكلون 14 الى 21 فى المئة من الناخبين الالمان الموقف لمصلحة المستشار الذي سيوكل اليه الانتقال باقوى بلد اوروبي الى القرن الواحد والعشرين. وستفتح مكاتب الاقتراع عند الثامنة صباح اليوم وتقفل فى السادسة مساء. ويبدأ اعلان النتائج مع تقديرات شبكات التلفزيون استناداً الى ما يدلي به المقترعون فور الإدلاء بأصواتهم، فيما تبدا تقديرات النتائج استناداً الى فرز الاصوات بعد ربع ساعة فقط من اقفال صناديق الاقتراع. أما الاقبال فمن المرجح وفق الاستطلاعات ان يصل الى حدود 80 فى المئة مقابل 79 في المئة لعام 1994. وسيدلى كول وزوجته هانيلوري بصوتيهما بعد حضور قداس الصباح فى قرية اوغرسايم مسقط رأس كول فى ضاحية مدينة لودفيغسهافن وسط غرب المانيا، قبل ان يتوجها الى بون لمتابعة النتائج. أما منافسه غيرهارد شرودر فيمضى فترة الصباح مع زوجته دوريس فى معقله، هانوفر، في منطقة الساكس ويقوم بنزهته الصباحية قبل ان يدلي بصوته ليعود بعد الظهر الى مقر الحزب الاشتراكي الديموقراطي فى بون حيث ينتظر النتائج مع اركان الحزب. ووعد شرودر بالا يدخن سيجاره الذي لا يفارقه الا بعد ان تتضح النتائج. ولكول نقاط قوة ونقاط ضعف... وشعاراته السياسية تتحدث عن توحيد شطري المانيا واوروبا القوية، وشعاراته الاقتصادية ترزح تحت عبء البطالة 3،4 ملايين عاطل عن العمل فى المتوسط لعام 1998 والنسبة فى المانياالشرقية سابقا ضعف ما هى عليه فى الشطر الغربي. لكن المستشار يقدم نفسه على انه "الاوروبي الكبير" امام خصم تردد الشعارات المسيحية انه يفتقر الى الخبرة. وامام الخصمين الى ذلك اكثر من حقل يشغل الالمان ويثير قلقهم من الازمات المالية فى آسيا وروسيا الى قرب انتهاء المارك الالماني لمصلحة اليورو الى ضعف ادارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون الغارق فى "مونيكا غيت"... واخيراً وليس آخراً النزاع الصعب فى كوسوفو. أما الاشتراكي شرودر فاختار برلين العاصمة التى ستستضيف اعتبارا من 1999 الحكومة والبوندستاغ ليعلن بقوة ان الخيار المطروح هو خيار "التجديد او الركود". وهو يصف كول بأنه "مستشار البطالة" و"رجل الماضي العاجز عن قيادة المانيا المستقبل" مراهناً على ان الشعب الالماني يرغب فى وصول جيل ما بعد النازية الى موقع القرار.