أعطى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني أمس أمراً الى الحكومة لإيجاد مناصب عمل في القطاع العام لإعداد كبيرة من الخريجين حملة الشهادات الجامعية الذين كانوا اعتصموا أمام البرلمان 56 يوماً احتجاجاً على عدم وفاء الحكومة بتعداتها لإيجاد العمل لهم. وكان وزير الداخلية إدريس البصري اجتمع في نهاية الاسبوع الماضي مع وفد من المعتصمين تمنوا عليه ان يعرض ملفهم على الحسن الثاني الذي حرص أمس على استقبال وفد عن الطلاب في حضور رئيس الوزراء ووزيري الداخلية والمال والاقتصاد. الى ذلك عرف مجلس المستشارين أول مواجهة بين منتسبين الى حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، على رغم انهما يشاركان معاً في الحكومة. فقد تدخل وزير العلاقة مع البرلمان محمد بوزوبع للرد على انتقادات حزب معارض كانت صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" الذي يديرها اليوسفي اتهمت أحد المنتسبين اليه بمحاولة تهريب أموال الى الخارج في ظروف مشبوهة، لكنها تراجعت عن ذلك، وقالت ان الأمر مجرد "إشاعة". وقال الوزير بوزوبع ان مجال المتابعة القضائية للصحف يحدده القانون، وان الأسئلة الآنية التي تطرح يجب ان تركز على رقابة أعمال الحكومة. واقترح معاودة النظر في صيغة الأسئلة الآنية في البرلمان، لكن نائب حزب الاستقلال أحمد القادري رفض ذلك. وقال: "إننا عملنا كثيراً من أجل فرض هذا التقليد الأسئلة الآنية ولن نسمح بأن يتم التراجع عنه". واعتبر مراقبون ان هذه المواجهة، على رغم طابعها النيابي، تخفي نوعاً من التباين إزاء العمل الحكومي، وان كانت مصادر حزب الاستقلال اكدت انها تدعم حكومة اليوسفي بقوة.