اتهم سياسي مغربي معارض حكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي بالتراجع عن "توجهها الاشتراكي". ودان الاسلوب الذي تتبعه الادارة الاميركية في تعاملها مع "قضايا الارهاب". واتهم الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري المعارض السيد عبداللطيف السملالي الولاياتالمتحدة بالتعامل بسياسة "الكيل بمكيالين" في معالجة الارهاب. وزاد انه في وقت "تتجول فيه صواريخها بين افغانستان والسودان وحتى ليبيا، وتنفذ عمليات ارهابية داخل اراضي دول مستقلة وعضو في منظمة الأممالمتحدة، نجدها تلتزم الصمت المريب ازاء ذبح الشعب الفلسطيني واغتيال اعضاء المقاومة الفلسطينية واللبنانية". وشجب المسؤول الحزبي عدم تدخل الولاياتالمتحدة لوقف "الخرق الاسرائيلي المتواصل للشرعية الدولية" وعدم امتثالها لأي اجراء دولي. وركز السملالي الذي كان يتحدث في اجتماع للجنة الادارية للاتحاد الدستوري في نهاية الاسبوع في مدينة الدار البيضاء على الاوضاع الداخلية في بلاده. واعتبر ان الحكومة الحالية برئاسة السيد عبدالرحمن اليوسفي لم تتمكن من الايفاء "ولو بجزء بسيط من وعودها". وزاد ان الحكومة "ذات التوجه الاشتراكي تراجعت عند تسلمها السلطة عن مبادئها الاشتراكية المعلنة"، وتبنت "خطا ليبيرالياً مشوهاً عما نؤمن به وبعيداً عن ليبيرالية هادئة" تأخذ في الاعتبار امكانات المغرب المادية والبشرية والمناخية وتضع مصالح المواطن المغربي في الاعتبار. واتهم السملالي اليوسفي "بمحاولة الضغط على اعضاء الغرفة الثانية في البرلمان المغربي من اجل انتزاع الموافقة على مشروع الموازنة" الذي رفضت كتل المعارضة الاسبوع الماضي التصديق عليه، ما استدعى عرضه على جلسة عامة للبرلمان المغربي في سابقة من نوعها في البلاد. واتهم السملالي اليوسفي بپ"نشر حال يأس" داخل المجتمع المغربي "مست حتى رجال الأعمال المغاربة"، في اشارة الى حال الترقب التي تسود اوساط المال والأعمال بفعل تعثر تمرير مشروع الموازنة. ودعا المسؤول في الاتحاد الدستوري الحكومة الى اتخاذ "اجراءات شجاعة" لوقف مسلسل الهجرة غير الشرعية الى بلدان الاتحاد الأوروبي، في ضوء تزايد المغامرات التي يخوضها الشبان المغاربة للتسلل نحو أوروبا وتزايد ضحايا "قوارب الموت". من جهة اخرى، عبر الأمين العام لحزب الاستقلال السيد عباس الفاسي عن مساندته للحكومة برئاسة اليوسفي، وعن "تعبئة وزراء الاستقلال ومناضليه في انجاح تجربة التناوب". وأكد الفاسي اهمية التنسيق بين اعضاء الحكومة. وقال في اجتماع للجنة المركزية لحزب الاستقلال في نهاية الاسبوع ان حزبه يقوم بلقاءات منتظمة مع حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يقود الائتلاف الحاكم ومع حلفاء الحزب داخل الكتلة، والاحزاب المساندة للحكومة والجماعات الاسلامية. لكنه لم يوضح طبيعة هذا التنسيق. ويشار الى ان حزب الحركة الشعبية الدستورية ذي التوجه الاسلامي يساند الحكومة من دون المشاركة فيها، وله تسعة مقاعد في مجلس النواب المغربي. ورفض الفاسي، من جهة اخرى، فكرة اجراء الاستفتاء في الصحراء الغربية من دون مشاركة جميع المتحدرين من اصول صحراوية، في اشارة الى مئات الصحراويين الذين رفض شيوخ جبهة "بوليساريو" الاعتراف بأحقيتهم في التسجيل في قوائم الاقتراع. وقال ان التفاف المغاربة حول العاهل المغربي الملك الحسن الثاني "من شأنه ان يحبط كل المناورات التي تحاك ضد البلاد"