توجه وفد سوري يضم رئيس ادارة المعاهدات في وزارة الخارجية السيد محمد سعيد البني امس الى بغداد ل "تنسيق المواقف" لمواجهة سياسة تركيا المائية وآثارها على سورية والعراق. واشارت مصادر مطلعة الى ان وزارة الخارجية السورية سترسل قريباً دعوة ثانية الى الجانب التركي لعقد اجتماعات اللجنة الفنية الخاصة بالمياه التي كانت عقدت اجتماعها الأخير في العام 1992. واوضحت المصادر ان "الدعوة الرسمية ستوجه في ضوء اعلان وزير الدولة التركي لشؤون المياه صالح يلدرم استعداد بلاده لعقد اجتماعات اللجنة الفنية السورية - التركية - العراقية للبحث في موضوع المياه من دون شروط مسبقة، علماً ان الجانب التركي لم يردّ ايجاباً على ثلاث دعوات سابقة لاستئناف محادثات المياه". وكانت آخر دعوة رسمية ارسلت الى انقرة في 19 كانون الثاني يناير الماضي. وتابعت المصادر ذاتها ان المدير العام للمؤسسة العامة لاستصلاح الاراضي المهندس ابراهيم مخول يرأس الوفد السوري الى اجتماعات اللجنة الثنائىة. ويضم الوفد البني ورئيس ادارة المياه الدولية في وزارة الري عبدالعزيز المصري ومدير ادارة الدراسات في سد الفرات رازي اصفري. واشارت الى ان الجانبين "سيبحثان خلال الزيارة التي تستمر اسبوعاً، في خطط مشاريع المياه التي يعتزم البلدان اقامتها وسيتبادلان المعلومات الفنية" التي توفرت منذ آخر اجتماع عقده الجانبان في دمشق بين 22 و28 تشرين الاول اكتوبر الماضي. وقالت "ليس هناك جدول اعمال مسبق. وعندما نجتمع سنبحث في كل المواضيع". وكان الطرفان وجها "دعوة رسمية" الى انقرة ل "بدء مفاوضات جدية للتوصل الى قسمة عادلة للمياه" بين دمشقوبغدادوانقرة، وشددا على "استمرار التنسيق للوصول الى حل عادل لموضوع المياه". وقالت المصادر ان الوفد السوري "لن يبحث في اي موضوع سياسي ولديه توجيه بعدم القيام بذلك"، وسيجتمع مع عدد من المسؤولين بينهم وزير الري محمود دياب الاحمد ومعاونه عبدالستار حسين ل "البحث في خطوات التنسيق لمواجهة المشاريع التركية على نهري الفرات ودجلة، ومقاطعة الشركات الدولية التي تنفذ مشاريع مائية على النهرين الدوليين" في اطار مشروع تطوير جنوب شرق الاناضول غاب. وتطالب الدولتان العربيتان تركيا بالتفاوض للتوصل الى قسمة عادلة للمياه، بينهم والتوقف عن تنفيذ المشاريع من دون التشاور معهما. وتلتزم دمشق حالياً تصريف 58 في المئة من 500 متر مكعب في الثانية من المياه تسمح انقره لها بالمرور الى سورية بموجب الاتفاق المرحلي للعام 1987.