وصل الى دمشق امس وزير الري العراقي محمود دياب الاحمد، في أول زيارة للعاصمة السورية منذ سنوات، لپ"تنسيق المواقف" مع نظيره السوري المهندس عبدالرحمن المدني في مواجهة "السياسة المائية" لتركيا حيال مياه نهري الفرات ودجلة اللذين تتشاطأ عليهما سورية والعراقوتركيا. ونقلت مصادر رسمية عن الأحمد قوله لدى وصوله: "سنتعاون في كل ما نراه يخدم مصلحة البلدين في مجال الري". وأوضحت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان محادثات الوزيرين تهدف الى "استكمال مناقشة المواضيع التي درسها الجانبان خلال زيارة وفد رسمي سوري يضم خبراء لبغداد في ايلول سبتمبر الماضي". واضافت: "على تركيا ان تتفهم اهمية التعاون ثلاثياً من أجل التوصل الى حل مناسب لمشكلة المياه". ويعود آخر اجتماع عقدته اللجنة الفنية الثلاثية الى نهاية 1992، ورفض بعده الجانب التركي استجابة الدعوات السورية والعراقية لاستئناف المحادثات الثلاثية. لكن انقرة التزمت الاتفاق المرحلي لعام 1987 الذي نص على تصريف ما يزيد على 500 متر مكعب من المياه في الثانية الى سورية التي تصرف 58 في المئة منها الى العراق بموجب اتفاق بدأ تطبيقه بداية التسعينات. وتوقعت المصادر ان يجدد الجانبان السوري والعراقي توجيه الدعوة الى تركيا لعقد اجتماع ثلاثي، مشيرة الى ان "الأجواء صارت أفضل بعد حل المشكلة بين سورية وتركيا، وتوقيع اتفاق أمني في 20 تشرين الأول اكتوبر الماضي". وانجزت تركيا نصف مشروع تطوير جنوب شرقي الاناضول غاب الهادف الى بناء 22 سداً و19 محطة للطاقة. وأوضحت المصادر ان "البلدين سيجددان الدعوة الى مقاطعة الشركات التي تساهم في تنفيذ هذه المشاريع أو تمويلها من دون تنسيق معهما".