ليلى غفران صاحبة صوت جميل أتت الى القاهرة من المغرب متمتعة بالذكاء في اختيار ما تغنيه والعناصر الفنية التي تسلم لها صوتها. ألتقتها "الحياة" وسألتها عن بدايتها، والنجاح الذي حققته في فترة قصيرة، وتقييمها لحالة الغناء في مصر. متى بدأت علاقتك بالغناء؟ - بدأت هوايتي في الغناء منذ طفولتي، فقد كنت أغني في حفلات المدرسة والحفلات العائلية، وكنت أتميز عن زملائي وزميلاتي في المدرسة بحلاوة صوتي، وكان اساتذتي يدعونني الى غرفة المدرسين والمدرسات لأغني لهم وأفوز بقطعة شوكولا، بالاضافة الى المعاملة المميزة التي كنت أحظى بها. ولمن من المطربات كنت تغنين وأنت طفلة؟ - أغني لأغلبية المطربات المغربيات، وأذكر أنني كنت أشدو أغنية "الاطلال" للسيدة أم كلثوم وأنا عمري ثماني سنوات. وهذه الأغنية تذكرني بالعلقة الأولى التي أخذتها في حياتي، إذ ذهبت وشقيقتي الى مسرح كان يعلن عن تقديم مواهب جديدة في الغناء، وقابلت المسؤولين وطلبت المشاركة، فقيل لي إنني مازلت صغيرة، وشرط الاشتراك في المسابقة ألا يقل السن عن 12 عاماً، ومع إلحاحي وبكائي المستمرين وافق المسؤول وغنيت أغنية "الاطلال" من دون موسيقى، وشجعني الجمهور وصفق لي. وحين عدنا الى البيت فوجئت أن والدي يبحث عنا في كل مكان، وكان نصيبي علقة ساخنة. ألم تخافي وأنت تغنين أمام جمهور عريض مع صغر سنك؟ - الحقيقة لم أخف ابداً، وكنت أملك جرأة كبيرة وأنا صغيرة لدرجة أن متعهد الحفلة قال لي إنه لم ير مطربة صغيرة تظهر أمام الجمهور بهذه الجرأة. ومن هنا كانت نقطة البداية مع الفن، واستضافني برنامج إذاعي اسمه "مواهب"، يعد نقطة انطلاق لمعظم مطربي المغرب. ألم تراودك فكرة إعادة أغنية "الاطلال" مرة اخرى بصوتك حالياً؟ - أتمنى أن أعيد أغاني التراث الكامنة في وجدان المستمعين، لذا قدمت أغنية "جبار" للعندليب عبدالحليم حافظ، ونجحت نجاحاً باهراً لم أكن أتوقعه. هل واجهتك صعوبات في بداية مشوارك الفني؟ - لا، ولذا اعتبر نفسي فنانة محظوظة. الملاحظ أنك حققت شهرتك في وقت قصير جداً فما السبب؟ - اخذت الأمور من البداية بجدية تامة، فبعد حصولي على بكالوريوس المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار" في المغرب قسم الاصوات، لم أدع دقيقة تمر هباء، فكنت مجتهدة ونشيطة، والحمد لله تحققت الشهرة بفضل دعاء الوالدين، وحب الجمهور لي، ومساعدة كل من وقف الى جانبي من إذاعة وتلفزيون وصحافة وفنانين ومنهم الملحّن حسن ابو السعود الذي وضع صوتي في الإطار الذي منحني الجماهيرية والانتشار من المحيط الى الخليج، بل وخارج الوطن العربي ايضاً. والموسيقار سامي الحفناوي الذي يحمل فكراً جديداًَ دائماً لجيل الشباب الذي ينتمي إليه، وعمار الشريعي الذي اعتبره صاحب الفضل في بدايتي الحقيقية. ما تقييمك للفرق الموسيقية والغنائية الموجودة حالياً؟ - كل ما يحدث حالياً على هذا الصعيد اجتهاد ذاتي، والازدهار سيكون من نصيب يرتبط بالواقع الانساني وبقضايا العصر واشباع حاجات ابناء الجيل سواء كان ما يقدم غناءً فردياً أو جماعياً. هل تعزفين على آلة موسيقية معينة؟ - أنا عازفة ممتازة على آلة العود. لماذا لا تتجهين الى السينما كزميلات لك مثل سميرة سعيد في فيلم "اين تخبئون الشمس"، ومنى عبدالغني في فيلم "المعلمة سماح" وإيمان الطوخي في فيلم "دماء على الاسفلت"؟ - التمثيل خطوة فكرت فيها كثيراً، ولكن ليس بالدرجة التي تجعلني اسعى وراء المنتجين والمخرجين، فأنا أتمتع بطابع الهدوء ولي السمات الخاصة في العمل الذي أؤديه. هل يوجد وجه مقارنة بينك وبين مطربات جيلك؟ - لا توجد مقارنة بيننا فلي سماتي الخاصة التي تجعل أدائي متميزاً، ولا أريد أن أقدم على عمل لمجرد الانتشار أو الشهرة، والمسافة بيننا تزيد باستمرار، فالبعض يحاول أن ينتشل نفسه من الانحدار، فيحاول تصحيح موقفه والبعض الآخر لا يزال على فوهة البركان. هل تؤثر الإشاعات على أداء الفنان؟ - طبعاً توجد يد خفية لإبعادي عن الساحة الفنية، ولذلك تُختلق الاشاعات المستمرة ضدي، مثل "ليلى تتعالى على الصحافة والتلفزيون"، وهذا الكلام غير صحيح بالمرة. لمن تستمعين من المطربين؟ - أفضل سماع المطربة المغربية نعيمة السميح، لأن صوتها مثير جداً وفيه كم هائل من الجاذبية، والمطربة اللبنانية فيروز لأنها فنانة معطاءة ولا تتنازل عن تقديم الفن الراقي. كما أحب صوتي باربارة سترايسند وويتني هيوستون، اضافة الى عدد من المطربين الاتراك الذين يحتفظون في صوتهم وأدائهم بالاصالة. ما الرسالة التي تودين أن تنقليها الى المطربين الحاليين؟ - لا أقول سوى حرام عليكم لأن الفن ليس كلمة سهلة أو بسيطة كما تعتقدون، فلا بد لمن يدخل هذا المجال أن تكون لديه موهبة حقيقية، وأن يكون قادراً على العطاء، وأن يقدم الكلمة التي تنهض بالمستمع المصري والعربي. فكل الموجودين على الساحة يريدون أن يلفتوا الانظار في حين أن الأغاني دون المستوى. ما الجديد الذي أضافته ليلى غفران الى الأغنية؟ - لا أدعي أنني أضفت كثيراً الى الأغنية لكنها اجتهادات ومحاولات مني لتقديم الجديد، وقد حرصت في مشواري على أمرين: إن أواكب العصر حتى لا أظل جامدة في قالب واحد، فقدمت الأغاني الشبابية المرحة التي تعتمد على الكلمة واللحن الجيدين. كما أنني حريصة أشد الحرص على أن أحافظ على الاصالة والشرقية، والحمد لله نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة. وفي قلبي حب كبير للتراث، لا سيما أنني نشأت بين أغاني أم كلثوم وأسمهان والفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز وليلى مراد ومحمد عبدالوهاب. ما الحكمة التي تتخذينها شعاراً لك؟ - من جدّ وجد. إذا تركنا عالم الفن، وطرقنا باب عالمك الصغير بيتك وبناتك، ماذا نجد في داخله؟ - اتبع اسلوب جدتي وأمي في تربية ابنتي هبة ونغم، فبيتي عالمي الخاص وواحتي التي أعيش فيها سعيدة هنيئة، وأتمنى أن أعيش لهما الى أن تصبحا في مراكز مرموقة في المجتمع.