ظاهرة جديدة انتشرت كالعدوى في الوسط الفني فأصبح الممثل مغنياً والمغني ممثلاً. هكذا دخلت المطربة مي كساب مجال التمثيل أخيراً، وخاضت الممثلة سمية الخشاب مجال الغناء. فهل يبحث هؤلاء الفنانين عن لقب النجم الشامل أم عن الربح؟ وهل هي تجربة ناجحة؟ «الموهبة هي التي تفرض نفسها، فكثير من المطربين لديهم موهبة التمثيل والعكس بالعكس»، تقول مي كسّاب. وتتساءل: «لماذا لا يتم صقل موهبتهم بتجارب فعلية ملموسة». هي تعتبر نفسها موهوبة في المجالين، «لو كنت أشعر أن ليس لدي موهبة التمثيل لما مثلت، والحمد لله حققت نجاحاً على الجهتين». ويرى الناقد الفني رفيق الصبان أن «هذه الظاهرة بدأت عندما أدى بعض الممثلين أدواراً غنائية في الدراما التلفزيونية، ثم طرحت تلك الأغنيات في ألبومات للاستثمار التجاري والربح المادي، ما شجع البعض الآخر على السير في الدرب نفسه». ويلفت الصبان الى أن تلك الظاهرة «ليست إلا شطحات شاذة لن تضيف إلى الفن»، مشيراً إلى أن الجمهور قد يتقبل أحد نجوم الغناء إذا خاض تجربة التمثيل وكانت لديه الموهبة مثل مصطفى قمر على سبيل المثال. ويؤكد أن هذه الظاهرة امتداد لتحول نجوم الإعلام نحو التمثيل، مثل بسمة وخالد أبو النجا، كذلك تحول نجمات الإعلانات إلى التمثيل مثل نيرمين الفقي وغيرها، ما يظهر أن الدافع وراء تلك التحولات هو البحث عن الشهرة وبريقها، على رغم أن ذلك قد يؤثر سلباً في مسيرة الفنان. تعشق لقاء الخميسي التي اقتحمت عالم الغناء أخيراً، الموسيقى والغناء منذ طفولتها لأنها ترعرعت في أسرة فنية (جدها الشاعر والمخرج عبدالرحمن الخميسي الذي اكتشف سعاد حسني). وشجعها والدها على دراسة الغناء والموسيقى على يد متخصصين، لهذا انتظرت دوماً الفرصة لخوض هذه التجربة. وتؤكد ذلك قائلة: «الغناء لن يعيقني عن التمثيل خصوصاً بعد نجاحي في السنوات الأخيرة في الدراما التلفزيونية في مسلسل «راجل وست ستات». ففي الوقت نفسه كنت أستعد فيه لإنتاج ألبومي الأول، وأتمنى أن يخرج في أفضل صورة فنية، وسأصوّر إحدى الأغنيات قريباً». أما سمية الخشاب فتجهد لتحقيق نجاح موازٍ بين الغناء والتمثيل. وترى أن «حلم أي فنان إظهار جوانب موهبته والحكم في النهاية للجمهور، فلو لم أكن ناجحة كمطربة لما توالت الحفلات الغنائية التي ظهرت فيها بعد صدور ألبومي الأول». أما السيناريست وليد يوسف فيصف تلك الظاهرة بالتطفّل، مشيراً إلى أهمية الفصل بين الأغنية التي تؤديها ممثلة في الدراما، وبين المغنية التي تحاول أن تضيف إلى رصيدها بعداً جديداً ولا تملك في الوقت ذاته مقومات الغناء. ويضيف: «إذا أرادت الممثلة أغنية للتهكم أو السخرية أو لإدانة أغاني الفيديو كليب الهابطة في قالب درامي كوميدي، فهذا أمر مطلوب ويخدم العمل الدرامي. أما إذا كانت الممثلة تملك مقومات حقيقية وإمكانات تؤهلها للغناء، فيعدّ ذلك بمثابة إضافة لها». ويتابع: «لم أسمع إطلاقاً عن الممثلات اللواتي اتجهن إلى الغناء باستثناء يسرا. استمعت إلى أغنياتها وأرى أنها مقبولة في إطار العمل الفني، لكن لن يكون الخروج عن هذا الإطار والدخول في عالم الفيديو كليب في مصلحة الفنانة ما دامت لا تملك إمكانات الصوت أو الدراسة والتدريب وغيرها من العناصر التي تؤهلها لتكون مطربة». ولم تكتفِ بشرى مثلاً بالغناء والتمثيل بل تعدّتهما الى التلحين والإخراج. فهي تعتبر تجربتها ناجحة، قائلة «ولو لم أنجح ما كان الجمهور تابع أعمالي». وتضيف: «أعشق لقب الممثل الشامل، فعمالقة الفن كانت لديهم الموهبة للغناء والتمثيل معاً وحتى الآن أعمالهم الغنائية والفنية محفورة في أذهاننا مثل شادية، وصباح، وعبد المنعم مدبولي، وفؤاد المهندس وغيرهم من عمالقة الفن الجميل».