أفادت مصادر افغانية مطلعة ومعلومات منسوبة الى شهود ان القائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود يستعد لشن هجوم ضخم على العاصمة كابول، وانه نشر آلافاً من مقاتليه على خطوط التماس مع مواقع سيطرة "طالبان" بعد حصوله على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر نقلتها طائرت أجنبية الى مطار جديد انشأه في منطقة كران منجان في ولاية بدخشان شمال افغانستان. وفي معلومات حصلت عليها "الحياة" ان مسعود زار طهران سراً قبل أربعة أيام، والتقى أقطاب التحالف المناهض ل "طالبان" وصولاً الى صيغة جديدة للتوافق والتنسيق بين أطراف التحالف. ورأى مراقبون في باكستان، أمس، ان الهجوم الصاروخي الذي شنه مسعود على مطار كابول امس واسفر عن سقوط ما لا يقل عن 11 قتيلاً و30 جريحاً بينهم أطفال ونساء، يهدف الى تأكيد وجود المعارضة على الساحة عشية لقاء يعقد في نيويورك للبحث في تطورات الأزمة الافغانية ويضم الدول المجاورة لافغانستان اضافة الى اميركا وروسيا. وعشية اللقاء، صعد المسؤولون الايرانيون لهجتهم مطالبين الدول العربية والاسلامية بتحديد موقفها من حركة "طالبان"، فيما نقل عن وزير الاعلام في كابول ملاّ عبدالرحمن حناق ان بلاده تؤيد السلام مع ايران ولا تفرض شروطاً مسبقة لتطبيع العلاقات معها. وجاء ذلك في وقت افادت مصادر ديبلوماسية مطلعة في باكستان ان جهوداً بذلت لاقناع "طالبان" بتخفيف حدة التوتر مع ايران أفضت الى ليونة في لهجة الحركة، التي اكد قادتها ومبعوثوها في الساعات ال 24 الاخيرة ان لا نية لديهم في الدخول في حرب مع ايران ولا في استخدام صواريخ ضد اراضيها. الموقف الايراني في غضون ذلك، شدد رئيس مجلس الشورى الاسلامي البرلمان علي اكبر ناطق نوري على ان العلاقات بين بلاده والدول العربية والاسلامية سيحددها موقف هذه الدول من حركة "طالبان" وممارساتها وسياساتها تجاه ايران. وقال ان هذه الدول "يجب ان تعرف ان مواقفها المؤيدة لطالبان يمكن ان تؤثر في علاقاتنا الثنائية". وطالب الدول "الصديقة" بأن تتخذ مواقف "واضحة ودقيقة وشفافة وتندد عملياً بجرائم طالبان". واضاف: "لن تكتفي ايران بعد اليوم بالكلمات اللطيفة والوسائل الخاصة… ويفترض الا تظهر الدول الصديقة اللطف معنا وتقوم في الوقت نفسه بمساعدة طالبان سراً". وكان ناطق نوري، وهو عضو المجلس الاعلى للامن القومي، يتحدث في اول جلسة برلمانية تعقد بعد انتهاء العطلة السنوية، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر برلمانية ايرانية ان مجلس الشورى سيناقش مستجدات الوضع في افغانستان خلال جلسة مغلقة يعقدها غداً الثلثاء ويستمع فيها الى عرض للوضع من وزيري الاستخبارات والدفاع قربان علي دري نجف ابادي وعلي الشمخاني. وأكد رئيس مجلس الشورى الايراني ان بلاده سترد على مقتل الديبلوماسيين الايرانيين على أيدي مقاتلي "طالبان" وأنها "تحتفظ لنفسها بالحق في القيام بأي عمل يأمر به القائد الأعلى للقوات المسلحة" مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي. الى ذلك، عاد خمسة ايرانيين كانوا محتجزين لدى طالبان في افغانستان الى طهران أمس، قدموا من اسلام اباد. ولم يعرف موعد وصولهم والمكان الذي حطّت فيه الطائرة التي نقلتهم لأنه لم توجه الدعوة الى المراسلين الأجانب، لكن الأنباء الرسمية في طهران أكدت أنهم سائقو شاحنات كانت تنقل مواد غذائية للافغان، وقالت انهم تعرّضوا "لتعذيب وحشي" أثناء اعتقالهم. وذكر بعضهم نماذج من صنوف التعذيب ك "الجلد والضرب بأسلاك كهربائية والاهانة والشتم". وشدد ثلاثة من السائقين أكدوا تعرّضهم للتعذيب على أن مقاتلي "طالبان" حاولوا "اجبارهم على الإقرار بأنهم نقلوا أسلحة الى معارضي طالبان"، وقال سائق طاعن في السن يدعى "بهنام علي بور" ان المقاتلين "كانوا يرغمونني على النوم أرضاً لمدة 15 ساعة ويقولون لي إذا لم تقل انك كنت تنقل أسلحة فإنك ستموت تحت جنازير دبابة". على صعيد آخر، تواصل حركة "طالبان" الأفغانية تقدمها على مواقع حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران في وادي هزارة جات وسط أفغانستان حيث سيطرت قوات الحركة على بلدات استراتيجية مثل سياه خاك، التي اتخذ منها السوفيات أثناء الغزو منطلقاً لنشاطاتهم العسكرية إبان الاحتلال، كما استولت قوات الحركة على منطقة ده سبز وأعلنت استيلاءها على شاحنات عدة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر.