أظهر الرئيس بوريس يلتسن حيوية وطاقة ملفتتين وهو يستقبل في الكرملين أمس نظيره الأميركي بيل كلينتون، مؤكداً أن لا تراجع عن سياسة الاصلاحات الاقتصادية على رغم الأزمة التي تمر بها روسيا. وأعلن نائب وزير الخارجية الأميركية ستروب تالبوت ان يلتسن "يسيطر سيطرة كاملة على الوضع"، بينما شدد كلينتون على أن "من مصلحة العالم مساعدة روسيا". تفاصيل اخرى ص 7 واستقبل كلينتون في المطار رئيس الوزراء المعين فيكتور تشيرنوميردين وتوجه الاثنان الى مقر اقامة الرئيس الأميركي في فندق "ماريوت" الذي يبعد زهاء كيلومتر عن الكرملين. وأثار استياء المواطنين بسبب وقف حركة المرور لمدة طويلة، ولم يحتشد سوى بضعة أنفار أمام باب الفندق الذي حل فيه الرئيس الأميركي. وانتقل كلينتون الى الكرملين حيث عقد اجتماعاً ثنائياً مع نظيره الروسي وبدلاً من انضمام اعضاء الوفدين اليهما تقرر مواصلة "الخلوة" ساعة أخرى. وذكر السكرتير الصحافي للرئيس الروسي سيرغي ياسترجيمبسكي ان الوضع في روسيا واقتصادها كان محوراً أساسياً للمحادثات. وقال ان يلتسن أبلغ ضيفه ان "لا حديث البتة" عن احتمال تخلي روسيا عن الاصلاحات. وأضاف ان بلاده ستواصل مسيرتها نحو "اقتصاد السوق والمجتمع الديموقراطي". لكنه أوضح ان "تعديلات تكتيكية" قد تدخل على النهج الحالي لتعزيز دور الدولة في ادارة الاقتصاد "من دون النكوص عن الاصلاحات". وأعرب الرئيس الأميركي من جانبه عن ارتياحه الى التطمينات التي تلقاها. وقال ان "قضايا كثيرة مرهونة بتطور الوضع في روسيا". واعتبر ان الهزّات في أسواق المال العالمية ومنها الأميركية كانت دليلاً على ذلك. وتابع ان "من مصلحة العالم كله مساعدة روسيا لتجاوز مصاعبها الحالية". واشاد بما حققته من "انجازات" في زمن الاصلاح، ولم يعلن عن مساعدة محددة الى موسكو. ونوقشت في الكرملين القضايا المتعلقة بخفض التسلح النووي في اطار معاهدة "ستارت 2" التي رفض البرلمان الروسي المصادقة عليها، ما أعاق التقدم في اعداد معاهدة "ستارت 3". وذكر المكتب الصحافي للرئيس الروسي ان الجانبين "توصلا الى تفاهم واسع" في شأن نزع السلاح وكلفا الخبراء مواصلة العمل. وعلى صعيد القضايا الاقليمية بحث الرئيسان منع تسريب التكنولوجيات الصاروخية الى ايران وباكستان وناقشا احتمالات التعاون في مكافحة الارهاب الدولي. وأكد مساعد يلتسن للشؤون الدولية الكسندر بريخودكو ان التسوية في الشرق الأوسط والأوضاع في العراق وكوسوفو وافغانستان كانت من محاور النقاش في لقاء القمة. إلا أن المراقبين يجمعون على أن أوضاع روسيا كانت النقطة الرئيسية في جدول أعمال كلينتون الذي قرر أن يستقبل في دار السفير الأميركي في موسكو، اليوم الأربعاء، قادة البرلمان ومحافظي عدد من الاقاليم الكبرى. ووجهت الدعوة الى الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ورئيسي كتلتي "يابلوكو" الاصلاحية و"روسيا بيتنا" الموالية لتشيرنوميردين. ولم توجه الدعوة الى رئيس الحزب الديموقراطي الليبرالي فلاديمير جيرينوفسكي الذي كان طلب في جلسة البرلمان أول من أمس الاثنين الغاء زيارة كلينتون. وقال انه "غير نظيف اخلاقياً"، مشيراً الى فضيحة علاقاته الجنسية مع مونيكا لوينسكي. ومن جانبه أكد زيوغانوف انه سيبلغ الرئيس الأميركي ان يلتسن "مدمن على الخمر ومتفسخ ويزدري البلد والعقل السليم". وأضاف ان الولاياتالمتحدة تشاطر الكرملين المسؤولية عما جرى لروسيا خلال السنوات الماضية. ومن المنتظر ان يوقع الرئيسان اليوم خمسة بيانات مشتركة تتعلق ب "التحديات المشتركة للأمن عشية القرن 21" وتبادل المعلومات عن اطلاق الصواريخ والانذار المبكر ومبادئ تداول واتلاف البلوتونيوم وحظر السلاح البيولوجي والعلاقات الاقتصادية بين البلدين. وبعد جولة ثانية من المفاوضات سيستعرض يلتسن وكلينتون نتائج المحادثات في مؤتمر صحافي يعقد ظهر اليوم.