تحاول المرأة المصرية ان تقتحم كل الاعمال التي كانت للرجال فقط الى زمن قريب وأحدث هذه المجالات "النجارة"، فلم تبق هذه المهنة مقصورة على الرجال، بل اصبح من المألوف ان تجد محلاً للنجارة يعمل فيه عدد من الفتيات. توصلت "الحياة" الى عدد من المحال التي تعمل فيها الفتيات "نجارات" وذلك بعد ما اصبحت الوظائف الحكومية مكتظة بالسيدات والفتيات المختفيات تحت بند البطالة المقنعة". في شارع شبرا الشعبي في القاهرة محل نجارة تعمل فيه خمس فتيات والمفاجأة ان الفتيات الخمس حاصلات على دبلومات فنية صناعية وتجارية وزراعية. هنا تتحدث الفتيات عن تجربتهن ل"الحياة". قالت سعاد احمد مجدي 20 سنة "حصلت على دبلوم التجارة قبل عامين، ثم بدأت رحلة البحث عن عمل مناسب لكن دون جدوى فبدأت ابحث عن فرصة عمل جديدة، وتوصلت الى ان العمل الحر افضل بكثير ودخله اكبر، وهذا ما شجعني بعد ذلك على الدخول في مجال لم تتطرق اليه الفتيات من قبل، ووقع اختياري على عمل النجارة". وتواصل حديثها قائلة: "بدأت رحلة البحث عن مجموعة من الفتيات لمشاركتي في هذا المشروع الذي يحتاج الى مبلغ كبير من المال، وبدأت اعرض الامر على صديقاتي وقريباتي الى ان اخترت اربع فتيات مثلي حصلن على الدبلوم واقتنعن بخوض التجربة معي". تدخل زميلتها صفاء أحمد حسن 21 سنة في الحديث فتقول: "كانت الامور تبدو صعبة، لكن لم يكن هناك سوى اختياري، اما الجلوس في البيت او الدخول في هذا المجال الصعب، وبدأ العمل بأن قامت كل واحدة منا باقتراض المبلغ المالي الذي يساعدها على الاشتراك في المشروع". وتضيف: "اقترضت المبلغ المطلوب من الصندوق الاجتماعي للتنمية، واستأجرنا محلاً واشترينا المعدات اللازمة وفي البداية لجأنا الى نجار محنك ليعلمنا المهنة، ورغم صعوبتها اتقناها مع مرور الوقت". اما الفتاة الثالثة وتدعى هناء خالد جمال 22 سنة فتقول: "رغم انني حاصلة على دبلوم زراعة، وعمل النجارة بعيد تماماً عن مجال دراستي الا انني تعلمت اصول النجارة في فترة قصيرة، وشاءت الظروف ان يتقدم احد الاشخاص لخطبتي، ولذلك قررت ان استغل خبرتي في صناعة اثاث بيتي الجديد". اما فاتن سعيد علي 23 سنة فتقول: "قررت ان اودع الوظيفة الميري الى الابد، لذلك نجحت في النجارة، لكن الطريف ان معظم زبائننا من الفتيات اللاتي يترددن علينا لانهاء اثاث بيوتهن استعداداً للزواج". وتشير زبيدة أنور شعبان 24 سنة ان العمل الحر يساعد الفتاة على اثبات وجودها، فتقول "بدأت افخر بنفسي امام الجميع ولا سيما بعد ما تأكد اهلي واقاربي من انني قادرة على العمل المتقن". وفي محل آخر في منطقة عين شمس الشعبية ايضاً التقت "الحياة" فتاة تعمل في محل نجارة تدعى شيماء عادل اسماعيل 25 سنة قالت: "بعد ان حصلت على دبلوم فني، كان لابد ان اعثر على وظيفة مناسبة، وبحثت كثيراً من دون جدوى". وتواصل الفتاة حديثها فتقول: "كان عليَّ ان ابحث عن اي عمل وعملت فترة في بوتيك، لكني تعرضت لمضايقات كثيرة، وبدأت افكر في الاعتماد على نفسي بشكل مباشر وفي مهنة تدر عليّ ربحاً وفيراً. وساعدني على العمل في النجارة وجود نجار يسكن الى جوارنا، وأنا حاصلة على دبلوم صناعي، وتعلمت في المدرسة الصناعية كيفية تصنيع الاخشاب". رئيس الصندوق الاجتماعي للتنمية السيد حسين الجمال يقول ان الصندوق يقدم قروضاً لكل الشباب والفتيات لمساعدتهم في اقامة المشاريع. ويضيف: ان "اي شاب يرغب في الحصول على مبلغ من المال لإقامة مشروع عليه تقديم طلب مصحوب بدراسة جدوى للمشروع، ويمكن الحصول على المبلغ المالي الذي يريده ويرد الشاب بعد ذلك هذه المبالغ على اقساط للصندوق".