فتيات أحسائيات بمهارتهن وإصرارهن وإبداعهن اقتحمن مجال النجارة متحديات الصعوبات والضغوطات الأسرية والتي ترفض هذه المهنة باعتبارها مهنة لا تصلح للأيادي الناعمة، مؤكدات للمجتمع أنهن كفؤات للعمل بمهنة النجارة والزخرفة ونجر الخشب. وتقول زهرة النجار إحدى الموظفات بالورشة بمركز التدريب المهني إنها تجد متعة كبيرة جدا وهي تعمل بهذه المهنة التي لم يسبقها فيها أحد فهي منذ عشر سنوات بدأت بممارسة النجارة بشكل مبسط وبآلات محدودة بمركز التدريب في جمعية فتاة الأحساء ومن خمس سنوات من الآن تم افتتاح مركز التدريب المهني التابع لإسكان الملك عبدالله بالأحساء وكان مجهزا بجميع آلات النجارة والنحت والقص والتفريغ والصباغة فوجدت نفسها بين الخشب وصناعته والإبداع فيه، ورغم خطورة الآلات التي نعمل عليها إلا أنني تدربت على وسائل الأمن والسلامة والإسعافات الأولية ولا أجد أي ضير بعملي. وتضيف: كنت أجد قمة متعتي بإنجازاتي من دواليب ومقاعد وصناديق وغيرها فلقد قمنا بتجهير روضة جمعية فتاة الأحساء بالكامل من دواليب ومقاعد، وأكثر ما يسعدني دهشة الزائرين واستغرابهم من قدراتنا على الإنتاج والعمل بهذا الإتقان.وتضيف أفراح المهدي عن طريقة التحاقها بالورشة: وصلني إعلان لدورة تعليم الاركت (وهي النقش والحفر على الخشب بآلات خاصة) تدرجت بالدورات حتى أتقنت صناعة النجارة التي أعمل فيها منذ خمس سنوات، وجدت بعض الانتقادات لكن رغبتي ومتعتي بعملي هي التي جعلتني أستمر، وأرغب في تطوير مهاراتي أكثر لأزيد من إنتاجيتي، وكلما وجدت الإقبال على شراء إنتاجنا كلما زادت رغبتي في التطوير فنحن الآن نقوم بتجهيز طلبية صناديق لشركة أرامكو ستقدمها إهداءات لمتقاعديها ويكفي هذا فخرا لنا. ومن جهتها، ذكرت مديرة تنمية وتطوير المرأة والمشرفة على ورشة النجارة بمركز التدريب المهني موضي الحمد أن ورشة النجارة من الورش الدائمة بالمركز كما تقوم بدورات طوال السنة يتم فيها تأهيل وتدريب 150 فتاة سنويا للحصول على مخرجات تؤهل الفتيات لإقامة العديد من المشاريع ليصبحن قادرات على مساعدة أنفسهن والحصول على دخل يكفي احتياجهن. وعن طريقة اختيار الفتيات المناسبات للتدريب بهذه الورش يشترط أن تكون الفتاة سليمة من أمراض الربو والحساسية للغبار وتمتلك القوة لتحمل أعباء المهنة وألا يقل عمرها عن 18 سنة وفي نهاية التدريب تحصل على شهادة معتمدة من جمعية فتاة الأحساء. وأكدت على أهمية وسائل الأمن والسلامة في مثل هذه الورش من ارتداء القفازات والنظارات والكمامات المناسبة وتدريب الفتيات على الإسعافات الأولية لخطورة الآلات التي يعملن عليها.