بغداد، واشنطن - رويترز - عقد الرئيس الأميركي بيل كلينتون اجتماعاً مع أبرز المعنيين في إدارته بالسياسة الخارجية الأميركية، ناقش مستجدات الأزمة بين العراق وفرق التفتيش، وجهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. وواصل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق براكاش شاه محادثاته مع المسؤولين في بغداد لتجنب مواجهة جديدة في قضية فرق التفتيش، فيما دعت صحيفة "الثورة" العراقية إلى رفض الانصياع لقرار مجلس الأمن تعليق المراجعة الدورية للحظر، وحضت على تجميد نشاطات فرق التفتيش رداً على تجاهل المجلس المطالب العراقية. وشارك في اجتماع البيت الأبيض، الذي استمر 40 دقيقة، وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت ووزير الدفاع وليام كوهين ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال هنري شيلتون ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر. وعقد كلينتون اجتماعاً آخر مع بيرغر ونائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصيني تشانغ وانيان الذي يزور واشنطن. وذكر الناطق باسم مجلس الأمن القومي ديفيد ليفي ان ليست لديه تفاصيل عن اجتماع كلينتون مع كبار المسؤولين الأميركيين. لكنه لفت إلى أن الرئيس تلقى تقريراً عن آخر تطورات الوضع في العراق والذي "نراقبه باهتمام واسع". ووصف مسؤول بارز في الإدارة الأميركية الوضع بأنه "خطير"، وقال: "نريد أن تعود اللجنة الخاصة المكلفة إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية إلى عملها، وإذا كان العراق يريد رفع الحظر، عليه أن يسمح لمفتشي اللجنة بالعودة إلى العمل". وأعلنت الولاياتالمتحدة الاثنين أنها ستطلب من مجلس الأمن اتخاذ مزيد من الاجراءات لمعاقبة العراق إذا نفذ تهديده بوقف كل نشاطات فرق التفتيش. وطلبت واشنطن من حلفائها الرئيسيين في المجلس السعي إلى اقناع بغداد بالتعاون مع مفتشي الأسلحة. ورفض المسؤول في الأمن القومي الأميركي كشف هل هناك مناقشات في واشنطن في شأن أي عمل عسكري ضد العراق، علماً أن أولبرايت أكدت قبل أيام أن كل الخيارات، بما في ذلك استخدام القوة، وارد. وأوصى المجلس الوطني البرلمان العراقي القيادة العراقية بوقف كل نشاطات المفتشين إذا لم يلغ مجلس الأمن قراره تعليق المراجعة الدورية للحظر، التي كانت تجرى كل شهرين. واعتبر المسؤول الأميركي أن تبني مجلس الأمن بالاجماع قرار تعليق المراجعة "رسالة واضحة لبغداد، وإدانة لقراراتها ويجب ألا يفوت هذا المغزى على القيادة العراقية". وزاد أن "تصرفاتهم العراقيين أبعدت يوم رفع الحظر". في بغداد، قال ديبلوماسيون إن براكاش شاه يجري محادثات مع مسؤولين عراقيين بأمل تجنب أي مواجهة جديدة. وأضافوا ان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ألغى زيارة لشمال العراق كانت مقررة هذا الأسبوع لمواصلة "الديبلوماسية الهادئة" مع المسؤولين العراقيين. وقال ديبلوماسيون إن شاه قد ينجح في اقناع العراقيين بالقبول باستئناف عمليات التفتيش شرط أن يقدم مجلس الأمن ضمانات للعراق في شأن "المراجعة الشاملة" للحظر الدولي. إلى ذلك، دعت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق، إلى وقف كل أعمال التفتيش. وكتبت أمس: "لا نريد استباق ما تقرره القيادة، لكننا نعتقد أن التجاهل الذي أبداه مجلس الأمن، بضغوط أميركية، لمطالب العراق واتخاذه القرار الجائر المتعسف من دون اعطاء العراق أي بارقة أمل ملموس، يستحقان ان يرد عليهما رداً مناسباً حازماً بدءاً برفض القرار وتجميد كل نشاطات اللجنة الخاصة داخل العراق ومنها التفتيش والرقابة المستمرة". وشددت على ضرورة "عدم السماح بمعاودة أي نشاط من هذا النوع إذا لم يعلن المجلس بوضوح ماهية المراجعة الشاملة الهادفة ويحدد سقفاً زمنياً معلوماً ويخوّل مهمة المراجعة وتقويم ما انجزه العراق إلى جهة محايدة ونزيهة". يذكر أن قرار مجلس الأمن تجميد مراجعة الحظر جاء رداً على وقف بغداد التعاون مع لجنة نزع السلاح والوكالة الدولية للطاقة الذرية، واشتراطها للتراجع عن القرار معاودة تشكيل اللجنة ونقل مقرها من نيويورك إلى فيينا أو جنيف لخفض "التأثير الأميركي" عليها.