تبنت القيادة العراقية في اجتماع رأسه ليل امس الرئيس صدام حسين توصية البرلمان العراقي بتجميد كل مهمات فرق التفتيش، ودعت مجلس الامن الى الغاء قراره تجميد المراجعة الدورية للحظر الدولي، مهددة باجراءات اضافية. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية ان سويسراوفرنسا ابلغتا مسؤولين عراقيين ومسؤولين في الامانة العامة للأمم المتحدة، بصورة غير رسمية، ان معظم العينات التي تم فحصها في المختبرات السويسرية والفرنسية للرؤوس الحربية العراقية اثبتت انها لا تحتوي على مادة الپ"في اكس" VX وهذا يناقض ما توصلت اليه استنتاجات المختبرات الاميركية. وأوضحت المصادر ان الطرفين الفرنسي والسويسري شددا على ان الفحوص لم تنته بعد، لكن الجزء الاكبر من الفحوص اثبت ان الرؤوس الحربية نظيفة من هذه المادة. وكان العراق رفض استنتاجات المختبر الاميركي التي قدمتها اللجنة الخاصة المكلفة ازالة الاسلحة العراقية المحظورة اونسكوم الى مجلس الأمن، وطالب ان تقوم مختبرات الدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن بفحوص مماثلة. وتم الاتفاق على ان تقوم مختبرات في فرنساوسويسرا بفحص العينات، وبدأت الفحوص فعلاً قبل 3 شهور تقريباً. واعتبرت مصادر رفيعة معنية بالملف العراقي انه في حال ثبوت خطأ استنتاجات المختبر الاميركي فإن ذلك سيكون محرجاً للولايات المتحدة وللجنة "اونسكوم" على السواء. وتعمدت أوساط الأممالمتحدة ومجلس الأمن التمهل والحذر الى حين انتهاء المختبرات السويسرية والفرنسية كلياً من تفحص العينات وتقديم النتائج الى اللجنة الخاصة. لكن هذه الاوساط تلقت الاستنتاجات الأولية بمزيج من الارتياح والدهشة. واستمر الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي انان، في جهود بلورة عناصر المراجعة الشاملة لمدى تنفيذ العراق مطالب مجلس الأمن، خصوصاً من ناحية نزع السلاح الذي تشرف عليه لجنة اونسكوم. وأكدت مصادر قريبة من الأمين العام انه ينطلق بمبادرته من اقتناعه بأن موضوع العراق لا يجوز ان يبقى مفتوحاً بلا نهاية وبأن لا بد من ايضاح ما تم تحقيقه ولا يزال على العراق القيام به للتوصل الى مرحلة رفع العقوبات عنه. وحبذت فرنسا وروسيا والصين ان يقوم كوفي انان بصياغة وبلورة عناصر مبادرته للمراجعة الشاملة من دون تدقيق الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس لئلا يتقيد باعتباراتها واختلافاتها ولئلا يستغرق الامر وقتاً طويلاً. لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تصرّان على ان يبلور انان افكاره مع الدول الخمس، وان لا يعرض فحوى مبادرته الا بعد تراجع بغداد عن قرار 5 آب اغسطس القاضي بوقف التعاون مع اللجنة الخاصة. واجتمع الامين العام، امس، مع الرئيس التنفيذي للجنة الخاصة السفير ريتشارد بتلر في ما وصفه الناطق باسمه فرد اكهارت بأنه "لقاء روتيني". وقال الناطق ان لجنة "اونسكوم" لا تتوقع استنتاجاً نهائياً لفحوص المختبرات الأوروبية قبل نهاية الشهر الجاري. على صعيد آخر، اجتمع الزعيمان الكرديان مسعود بارزاني وجلال طالباني بعد ظهر امس للمرة الأولى منذ اكثر من اربع سنوات، في مبنى وزارة الخارجية الاميركية تحت رعاية ادارة الرئيس بيل كلينتون للبحث في كيفية تحقيق المصالحة بينهما، والتوصل الى اتفاق يؤدي الى تشكيل حكومة انتقالية تحضر لانتخابات في شمال العراق. ويتوقع ان تجتمع اليوم وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت بالزعيمين الكرديين.