التزمت بغداد حتى ليل امس الصمت ازاء القرار الذي تبناه بالاجماع مجلس الأمن وقضى بتجميد المراجعة الدورية للحظر على العراق الى ان يتراجع عن قراره وقف التعاون مع اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم والوكالة الدولية للطاقة الذرية تفاصيل اخرى في الصفحة 4. ووحدها بين وسائل الاعلام العراقية علقت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي نجل الرئيس العراقي، على قرار مجلس الأمن داعية القيادة في بغداد الى "فعل مقتدر" لرفع الحظر وعدم الاكتفاء برد الفعل. وعاد الى العاصمة العراقية امس براكاش شاه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي استبعد ليل الأربعاء القيام بزيارة لبغداد، وكرر اتهامها بانتهاك الاتفاق الموقع معه. وعلى رغم ان قرار مجلس الأمن تضمن شقاً ايجابياً من وجهات النظر الاميركية والروسية والفرنسية والبريطانية لجهة وضع "آلية" لمراجعة شاملة لما نفذه العراق من التزاماته ولاهتماماته، اكدت بريطانيا امس انها لا تستبعد اي خيار اذا لم تتراجع بغداد عن قرارها وقف التعاون مع فرق التفتيش، على رغم تفضيل الخيار الديبلوماسي. ودعا قرار المجلس انان الى تقديم ارائه في شأن المراجعة الشاملة للملف العراقي في المجلس، وبررت روسيا وفرنسا والصين بهذا التطور "المهم" تصويتها لمصلحة القرار ليل الأربعاء. وشدد القرار الذي حمل الرقم 1194 على ان تلك المراجعة رهن بتراجع بغداد عن وقف التعاون مع "اونسكوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحض انان على بلورة مبادرته لاجراء المراجعة الشاملة. وأجمع سفراء اميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا على ان القرار الجديد يتيح فرصة للعراق لتحريك الأمور في اتجاه "الضوء في نهاية النفق" في اشارة الى امكانات رفع الحظر. وكان الرئيس بيل كلينتون اشاد بقرار مجلس الأمن مكرراً ان "رفض العراق الايفاء بالتزاماته سيطيل امد العقوبات بدل ان يعجل رفعها". واعتبر نائب المندوب الاميركي لدى الأممالمتحدة بيتر برلي، ان القرار "مهم"، معرباً عن الأمل بپ"تغيير العراق سياسته وعودته الى الامتثال، فهذا هو الضوء في نهاية النفق والذي يتحدث عنه الطرف العراقي باستمرار". وزاد ان رفع العقوبات غير وارد الا في ضوء "استمرار العراق في الامتثال اولاً، ثم يمكن النظر في امور اخرى". وعلق مندوب العراق السفير نزار حمدون على القرار مؤكداً ان بغداد "تحتفظ بكل الخيارات وبحقها في درس كل الخيارات الممكنة". وأعرب عن امله بأن "يكرّس الأمين العام دوره للتوصل الى حل يرضي المشاغل العراقية المعبّر عنها في قرار 5 آب اغسطس" في اشارة الى قرار وقف التعاون مع لجنة نزع السلاح. واعتبر ان المراجعة الشاملة "ربما هي المسألة الوحيدة التي كان ممكناً ان تجعل العراق يراجع موقفه المعلن في 5 آب". في لندن اعتبر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت امس ان قرار مجلس الأمن يوجه الى العراق "رسالة قوية موحدة" فحواها ان الاساليب التي لجأ اليها تؤجل اللحظة التي يمكن فيها رفع الحظر. وتابع في مؤتمر صحافي ان بريطانيا ستؤيد رفع الحظر اذا سمحت بغداد لفرق التفتيش باستكمال مهماتها. وأوضح ان بريطانيا مستعدة للمشاركة في المراجعة الشاملة لمدى تنفيذ العراق التزاماته، ولكن بعد ان يستأنف التعاون مع "اونسكوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسئل عما ذكره المفتش الاميركي المستقيل سكوت ريتر من ان العراق يمتلك القدرة على صنع ثلاث قنابل نووية اذا توافرت لديه مواد انشاطارية فأجاب ان ذلك "يؤكد ضرورة التزام الحذر، فالعراق ما زال يشكل تهديداً للسلام في المنطقة". واستبعد رفعاً جزئياً للحظر.