كان السؤال الرئيسي في فضيحة "مونيكا غيت" امس هل ستقرر اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب نشر المزيد من المعلومات والوثائق الملحقة بتقرير المحقق الخاص كنيث ستار الى الكونغرس، خصوصاً شهادة الفيديو التي ادلى بها الرئيس بيل كلينتون في 17 آب اغسطس الماضي في البيت الأبيض الى هيئة المحلفين الكبرى عن طبيعة علاقاته بالمتدربة السابقة مونيكا لوينسكي. والواضح ان المناقشات جارية حالياً بين اعضاء اللجنة القضائية حول جدوى توزيع شهادة الرئيس التي تتضمن اسئلة وأجوبة مثيرة جداً، ولا تُظهر كلينتون بمظهر ايجابي. وكان الانقسام في اعضائها ظاهراً: الديموقراطيون يعارضون نشر المزيد، والجمهوريون يؤيدونه... وهم الغالبية. ولا يعلق البيت الأبيض رسمياً على الموضوع ويكتفي بالقول ان المسألة ليست من اختصاصه، بل من اختصاص اعضاء اللجنة، علماً بأن محامي الرئيس على اتصال مستمر بمساعدي النواب الديموقراطيين لحضهم على معارضة النشر، فاذا لم يكن هذا ممكناً، فعلى الأقل معارضة توزيع الفيديو والاكتفاء بالنص الخاضع للمراقب والنظيف من العبارات الجنسية. ولا تعرف الصيغة النهائية لما ستكشفه اللجنة في الاسبوعين المقبلين من وثائق يصل مجموع صفحاتها الى 2600. لكن ما تسرب حتى من شهادة الرئيس المسجلة يظهره منزعجاً اشد الانزعاج من اسلوب المحققين في طرح الاسئلة بغية الحصول على التفاصيل الدقيقة لعلاقته الحميمة مع لوينسكي. لا بل يظهر الفيديو الرئيس في حال غضب شديد من الاسئلة التي وصفها بأنها محاولة لتجريم حياته الخاصة. ويظهر الفيديو ايضاً ان كلينتون انزعج الى درجة ادت الى توقف مجريات الشهادة لمدة تجاوزت ساعة ريثما هدأت اعصابه. الى ذلك واصل الرئيس امس برنامج الاهتمام بشؤون الدولة، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققه الاثنين الماضي خلال زيارته السريعة لنيويورك، سواء في خطابه الاقتصادي والمالي امام مجلس العلاقات الخارجية الذي حظي باهتمام كبير ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في صفحتها الأولى على حساب الفضيحة، أو في الغداء والعشاء اللذين اقامهما الحزب الديموقراطي لجمع التبرعات الانتخابية. ولقي كلينتون، خصوصاً زوجته هيلاري، استقبالاً حافلاً من اثرياء الحزب الديموقراطي ونجومه. ولم يتعرض الرئيس لأي انتقادات من جانب مؤيديه النيويوركيين الاغنياء، لكن معارضيه كانوا في الخارج يحتجون باللافتات على تصرفاته ويدعونه الى الاستقالة. ولم تكن الاجواء السياسية في اوساط الكونغرس مرتاحة. وأبدى اعضاء في الحزبين الديموقراطي والجمهوري مخاوفهم من ان يظن كلينتون ان الحفاوة التي لقيها في نيويورك ستغطي على مشاكله في واشنطن، فبعدما دعا الزعيم الجمهوري السناتور اورين هاتش الرئيس الى الاعتراف بأنه لم يقل الحقيقة في شهادته في مقابل توبيخ الكونغرس اياه، وليس محاكمته تمهيداً لعزله، شنّ زعيمان ديموقراطيان حملة هدفها اقناع كلينتون بالتوقف عن استعمال الحجج القانونية لتحاشي قول الحقيقة، وقال كل من زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ السيناتور توم داشيل وزعيم الاقلية في مجلس النواب النائب ريتشارد غيبهارت ان على البيت الأبيض التوقف عن ايجاد مبررات قانونية لتبرير الشهادة المضللة التي ادلى بها الرئيس عن علاقاته بلوينسكي.