وصل الى لندن مساء امس ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في بداية زيارة تندرج ضمن جولة تشمل ايضاً فرنسا والولايات المتحدة واليابان والصين وكوريا الجنوبية. وكان ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز على رأس مستقبلي الأمير عبدالله في مطار هيثرو. ويرافق الزائر السعودي وفد يضم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ووزير المال والاقتصاد ابراهيم العساف ووزير التجارة اسامة الفقيه. وتعتبر زيارة الأمير عبدالله الاولى الرسمية له منذ عشر سنوات لبريطانيا. وصرح الأمير عبدالله قبل مغادرته الرياض بأنه سيرتكز في جولته الى "الصراحة مع الاصدقاء او مع من يجهلنا او يتجاهلنا". وقال ان كل القضايا المهمة سيكون ضمن حوار "بهدوء ومن دون شطط، وسيكون مدخلنا الى الحوار واسعاً رحباً مخلصاً غير متخاذل"، معبّراً عن أمله بأن تحقق جولته هدفها "فنعود منها وقد أعطينا باعتدال وأخذنا به في كل قضايانا". وتابع أن الجولة تأتي "في سياق طبيعي تقتضيه المواقف والقضايا الشاملة والمصالح المشتركة". واضاف الأمير عبدالله: "لأننا في السعودية نشعر بأهمية مكاننا من الاسلام والمسلمين جاءت زياراتنا هذه قائمة على مفهوم خارج الحسابات السياسية التي ربما تأتي مفاهيمها على درجة كبيرة من الجهل بفضائل الاسلام وقيمه وتراثه الحضاري والتاريخي والانساني". وسينتقل الأمير عبدالله جواً الى بالمورال في اسكوتلندا اليوم حيث تقيم ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية مأدبة غداء لولي العهد السعودي. وسيجري غداً محادثات مع رئيس الوزراء توني بلير، في حضور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ونظيره البريطاني روبن كوك، تشمل قضايا اقليمية ودولية بما فيها عملية السلام في الشرق الاوسط وأمن الخليج والتطورات في العراق وايران وقضية لوكربي والاوضاع في افغانستان. الى ذلك، رحبت الحكومة الفرنسية بزيارة الأمير عبدالله لباريس الأربعاء، وقال السفير الفرنسي لدى السعودية هوبير دو لافورتيل لپ"الحياة" ان "تطابق مواقف البلدين في كثير من القضايا الدولية يساهم في بلورة مواقف مشتركة"، موضحاً ان فرنسا "ستطلب دعم السعودية لمؤتمر انقاذ السلام" في الشرق الأوسط. وزاد ان السعودية وفرنسا "تتفقان في شأن جوانب عدة من المسألة العراقية، مما يسهل الوصول الى قرار مشترك"، موضحاً ان "فرنسا تعتقد انه تم تدمير معظم الأسلحة العراقية المحظورة ولا بد من برمجة التعامل مع العراق من أجل حل المسألة". وتابع ان الأمن في الخليج "من أهم المواضيع المطروحة خصوصاً ان لفرنسا رؤية مستقلة لتحقيق الأمن في المنطقة". وسيصل الأمير عبدالله الى مطار أورلي الأربعاء حيث يستقبله رئيس الوزراء ليونيل جوسبان ووزير الخارجية هوبير فيدرين، ويجري مساء اليوم نفسه محادثات مع الرئىس جاك شيراك يعقبها عشاء يقيمه شيراك في قصر الأليزيه تكريماً لضيفه