أكدت صحيفة الثورة السورية الرسمية ان لبنان في حاجة الى "رئيس يتخذ القرارات الصعبة في الزمن الصعب" وان الاستحقاق الرئاسي "مرتبط باستحقاقات سياسية اقليمية ودولية". وان دمشق "ستبقى على مسافة واحدة" من جميع الأفرقاء اللبنانيين، ذلك أن الموضوع الرئاسي يهم دمشق "من حيث ارتباط مصير لبنان ومستقبله بمصير سورية". جاء ذلك في افتتاحية الصحيفة كتبها أمس رئيس التحرير السيد عميد خولي وخصصت للحديث عن موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وتضمنت رداً على "رسالة مفتوحة لكلمة السر" وجهها رئيس تحرير احدى الصحف اللبنانية أخيراً الى المسؤولين السوريين. وكتبت الصحيفة "كلما كان الاستحقاق متوازناً ومدروساً قراراً وزماناً ومواصفات، وكلما كان مستوعباً الحاجات الموضوعية للبنان واحتمالات المستقبل والظروف المحيطة سلماً أو حرباً ومخططات اسرائيل في الجنوب والارتباط العضوي لذلك بالقرار السياسي اللبناني، كلما كان الأمر مأخوذاً بتلك الحساسية والأهمية الوطنية الكبرى من حيث ارتباط مصير لبنان ومستقبله بمصير سورية ومستقبلها وبالتالي مصير الأمة". وزادت "كلما كان الأمر مستوعباً لكل الاحتمالات كان الخيار صعباً وكانت الاستحقاقات الدستورية - والرئاسية أساساً - ذات مواصفات غاية في الأهمية والدقة مبنية على حسابات ذات معطيات استراتيجية لا يحيط بها إلا الذين يعرفون لبنان ويريدون له الخير والتقدم والمنعة". ويعلن المسؤولون السوريون انهم اتفقوا مع اللبنانيين على عدم الخوض في هذا الموضوع قبل تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وهم بذلوا جهوداً بين أركان الحكم اللبناني ومع سائر حلفائهم من اجل وقف التجاذبات السياسية التي أحاطت بالتحضيرات للاستحقاق الرئاسي في انتظار بدء المهلة الدستورية لهذا الاستحقاق. وأشار رئيس تحرير "الثورة" الى ان "الاستحقاق الرئاسي في لبنان في هذا الظرف الصعب مرتبط مباشرة باستحقاقات سياسية اقليمية ودولية مرتبطة بالعملية السلمية وبارتباط المسارين اللبناني والسوري ومصيرية هذين المسارين". وأضاف "لا بد من تكرار الموقف الذي يعرفه جميع اللبنانيين لأنهم هم الذين يحددون ذلك في ضوء تلك المعطيات. ان سورية كانت وستبقى على مسافة واحدة من كل القوى والطوائف والمذاهب اللبنانية. سورية لكل لبنان الوطن لأن لبنان الوطن يستطيع استيعاب الجميع ويتسع لهم كلهم. ولا أحد يستطيع أن يستوعب الوطن أو يكون الوطن". وبعدما أشار الى "محاولات الإساءة" التي يقوم بها بعض الأطراف اللبنانية ل"استفزاز قوى معينة" دولية ضد سورية، أوضحت "الثورة" الحكومية: "ان لبنان بكل طوائفه ومذاهبه وقواه وكل المؤسسات يحتاج الى وحدة وطنية قوية تجمع على قرار واحد وخيار محدد. أي خيار وطني ذي هوية وطنية واضحة. رئيس يتخذ القرارات الصعبة في الزمن الصعب". وأكد ان "الزمن الصعب قادم وقريب في الجنوب اللبناني واستحقاقاته والسلام ومستلزماته وتحرير الأرض والنهوض بلبنان ودوره ليكون لبنان الحضارة الذي كان". وجددت الصحيفة قناعتها ب"وجود احتمالات واضحة ونيات مكشوفة من اسرائيل بشن عدوان على لبنان من أجل خلق وقائع جديدة على الأرض وتدمير بناه التحتية ونسف تفاهم نيسان علّها تستطيع تفجير لبنان كما تحلم".