في اطار التحرك الذي اطلقه «لإنقاذ الجمهورية اللبنانية»، واصل رئيس حزب «الكتائب» امين الجميل جولته على القادة الموارنة، والتقى امس في بنشعي رئيس «تيار المرده» النائب سليمان فرنجية. وقال بعد اللقاء: «كانت مناسبة للتداول في الشؤون الوطنية، ونحن نعلم تماماً ان الاستحقاق الرئاسي داهم ومهم وكل الجهود منصبة على احترام الاستحقاقات الدستورية وأن يتم انتخاب الرئيس ضمن المهل الدستورية». وإذ شدد على ان «هذا الاستحقاق ليس استحقاقاً انتخابياً او عابراً بل استحقاق وطني والمستقبل مرتبط بمدى نجاحنا في إتمامه بما يخدم مصلحة البلد»، حذر من ان «عدم انتخاب رئيس قبل 25 ايار (مايو) الجاري أمر خطير لأن المستقبل مجهول والشغور في الموقع الرئاسي يؤدي الى الفراغ الذي لا نعلم الى اين سيؤدي بالبلد». وقال: «تداولنا في هذا الموضوع، وهناك شعور مشترك حول مسؤولياتنا في هذه المرحلة بالذات وضرورة بذل كل الجهود للتفاهم مع بعضنا بعضاً لانتخاب رئيس يكون قادراً على مواجهة كل الاستحقاقات الداهمة داخلياً وخارجياً لكي ننقذ هذا الوطن». ولفت الجميل الى ان «البلد يمر اليوم بمرحلة صعبة جداً، إن لناحية الوضع الداخلي او لجهة لجوء السوريين الى لبنان، اضافة الى الشأن الاقتصادي والتحركات العمالية، ما يدل الى ان الوضع الداخلي ليس مستقراً، اضافة الى تداعيات الوضع في المنطقة الذي لا يطمئن ايضاً. لذا من الضرورة ان يكون لبنان حاضراً من خلال ان يكون لديه محاور، الأمر الذي يتحقق بانتخاب رئيس قادر على مواجهة كل الاستحقاقات، وهذا لا يتم الا بالتفاهم بين بعضنا بعضاً وأولاً القادة الموارنة ويجب ان يكون هناك شعور بالمسؤولية لدى كل القادة وبالتالي ان نتفاهم لمنع الفراغ وأن يكون لدينا في 25 ايار رئيس يمثّل لبنان ويدافع عنه ويجسّد الوحدة الوطنية والشراكة الوطنية بين كل مكونات المجتمع». وجدد الجميل التحذير من خطورة الفراغ، وقال: «لا افهم كيف يعتبر بعضهم ان الفراغ امر ثانوي او غير مهم، بالعكس يجب ان نتفهم خطورة عدم اتمام الانتخاب ضمن المهلة الدستورية، وتداولنا مع النائب فرنجية في سبل حماية الوطن وإنقاذ الجمهورية في هذا الظرف الصعب الذي نمر به». وإذ اكد تصميمه على حصول الاستحقاق في موعده، قال: «وجودي مع الوزير فرنجية هو للتأكيد على ضرورة اتمام الاستحقاق في اسرع وقت ولمست كل التجاوب ولدينا تصوّر مشترك حول ضرورة بذل كل الجهود لمنع الفراغ». وأكد فرنجية «اننا ضد الفراغ ولا نخاف منه ولكن يجب ان نعمل معاً لتأمين حصول الاستحقاق قبل 25 ايار. الرئيس الجميل متفائل اكثر من اللزوم في حين انني متشائم لأنني ارى الأمور كما هي، فلا 8 آذار سينتخبون 14 آذار ولا العكس، والانقسام العمودي يصعّب الوصول الى اتفاق ضن المهل الدستورية، لكننا نأمل بأن نتفق». وأضاف: «لا احد ضد الاتفاق على رئيس وسطي، لكننا نسأل كيف سيحصل ذلك. بعضهم يريد رئيساً وسطياً او ضعيفاً ويقولون ان الفراغ وسيلة ضغط علينا لانتخاب رئيس «كيف ما كان» وهذا امر نراه. لذلك نريد رئيساً قبل 25 ايار، لكن اذا شاءت الظروف عدم حصول الانتخابات يجب ان نبقى مصممين على انتخاب رئيس قوي ولديه تمثيل». ورداً على سؤال قال فرنجية: «نحن كأقطاب موارنة لا نريد اقفال الطريق في وجه احد ولا ان نقول اننا نحتكر الساحة المسيحية واللبنانية، بل نقول ان هناك 4 اشخاص يمثلون الأكثرية في هذه الطائفة لكن لا يمثلون الإجماع، لذا ان اي رئيس يجب ان يكون من بينهم او ان يحظى برضاهم الى جانب رضا بكركي.» وأكد انه اذا «نبذت بكركي والأقطاب الموارنة الرئيس المنتخب فسيكون رئيساً ضعيفاً». وأضاف: «ركّزنا في اللقاء مع الرئيس الجميل على اننا لن نخرج عن ترشيح العماد ميشال عون وهو الذي سيقرر مصير هذه المعركة الانتخابية»، معتبراً ان «مواصفات الرئيس القوي هي إما ان يكون لديه غطاء ماروني او ان يكون مارونياً ويغطي نفسه بشعبيته، لكن لا يمكن ان يكون مفروضاً على طائفته». واستقبل الجميل مساء الى مائدة عشاء في بكفيا رئيس الحزب «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط.