علم أمس في إسلام آباد ان اتفاقاً تم، بوساطة قام بها السفير الباكستاني في كابول عزيز خان، على نقل جثث الديبلوماسيين الإيرانيين التسعة الذين قتلوا في مزار الشريف. ويتوقع ان ينفذ الاتفاق غداً الاثنين، إذ تصل طائرة إيرانية إلى مزار الشريف لنقل الجثث. في غضون ذلك، تواصل القتال أمس بين مقاتلي حركة "طالبان" وحزب الوحدة الشيعي الموالي لإيران في منطقة باميان. وأفادت مصادر عدة أن مقاتلي "طالبان" أصبحوا على بعد عشرة كيلومترات من مدينة باميان التي تعتبر معقلاً للشيعة في أفغانستان. وعلى رغم الاتفاق المذكور، استمر التوتر بين إيرانوأفغانستان، وزاد من حدته أمس اعلان الجيش الإيراني أنه سيجري "أضخم" مناورات عسكرية برية منذ قيام الثورة على مساحة 50 ألف كيلومتر مربع وعلى امتداد سبعمئة كيلومتر على الحدود مع أفغانستان في غضون أسبوعين. وشددت قيادة الجيش على أن "سياسة الجمهورية الإسلامية العسكرية دفاعية، ولا نية لدينا لمهاجمة أي بلد أو لتهديده أو لغزوه، لكننا سنرد بقوة على أي عمل معادٍ". وعلى غرار القائد العام لقوات الحرس الثوري، عقد قائد القوات البرية في الجيش العميد الركن عبدالعلي بورشاسب مؤتمراً صحافياً في مقر قيادته في طهران، حضرها المراسلون الأجانب، وشدد قائد القوات البرية خلاله على أن قواته ستجري مناورات "ذو الفقارپ2" الكبرى شرق البلاد على الحدود مع أفغانستان "بصورة لم يسبق لها مثيل"، مشيراً إلى ان مئتي ألف جندي سيشاركون في هذه المناورات "الأكثر ضخامة" منذ الثورة، وسيستخدمون "معدات حديثة وكل أنواع الأسلحة الضرورية المطلوبة"، وستساعدهم المقاتلات الجوية. وأوضح ان نحو 90 ألف جندي يرابطون على الحدود منذ شهر، وسيلتحق بهم 110 ألف مقاتل في غضون الأيام المقبلة. وتتزامن هذه المناورات مع تصاعد حدة التوتر بين إيران وحركة "طالبان" و"من وراءها" بعد مقتل ديبلوماسيين إيرانيين على يد "طالبان"، فيما تواصلت التأكيدات الإيرانية الرسمية ب "الثأر في الوقت المناسب وبالطريقة الملائمة" لمقتل الديبلوماسيين. لكن قائد القوات البرية شدد على أن الثأر لا يعني بالضرورة "حملة عسكرية أو غزواً عسكرياً"، وحرص على تأكيد ان "طالبان أصغر بكثير من أن تهيئ لها قواتنا المسلحة نتجري مناورات لمواجهتها، لكننا نريد أن نقول ونؤكد إننا مستعدون لتنفيذ الأوامر والقيام بأي عمل عسكري، دفاعاً عن أنفسنا وليس تهديداً لغيرنا"، وكأن مناورات "ذور الفقارپ2" التي لم يسبق لها مثيل من حيث ضخامتها وموقع اجرائها تمثل رسالة سياسية - عسكرية إلى "حماة طالبان وموجهينها"، علماً بأن طهران باتت تتحدث بشكل صريح منذ أيام عن ان الجيش الباكستاني "متورط" في الاقتتال في أفغانستان، ولم يجد الحرس الثوري حرجاً في إصدار بيان يحذر فيه الجيش الباكستاني من خطورة تصعيد الموقف على الأرض ومن مغبة عدم الاستجابة لطلب الحكومة الإيرانية بتسليمها "المجرمين المرتزقة القتلة" الذين اغتالوا الديبلوماسيين من أجل "محاكمتهم" في إيران. وأضاف العميد الركن بورشاسب ان القوات المسلحة الإيرانية المؤلفة من الجيش والحرس الثوري "سترد بقوة وشدة على أي عمل معادٍ"، مؤكداً في الوقت نفسه ان "الأفغان أنفسهم هم الذين يقاتلون وسيقاتلون في أفغانستان". وحول امكان لجوء إيران إلى إقامة شريط حدودي أو منطقة أمنية عازلة داخل افغانستان على الحدود مع إيران، نفى قائد القوات البرية وجود نية على هذا الصعيد، مشدداً على أن هذا خاضع لقرار القيادة السياسية "لكن من الناحية العسكرية فلسنا في حاجة إلى هذا الأمر".