قال رئيس "البنك المغربي للتجارة الخارجية" عثمان بن جلون ل "الحياة" ان المصرف سيفتتح فرعاً اقليمياً في بكين قبل نهاية السنة الجارية. واشار الى ان اتصالات تجرى مع الجهات الصينية الرسمية لهذا الغرض، وانه "يمكن الانتهاء من كافة الاجراءات وافتتاح فرع المصرف قبل نهاية السنة". واعتبر ان السلطات الصينية تؤيد المشروع المغربي وان الاجراءات تسير في شكل طبيعي. وسيغطي فرع بكين كافة دول شرق وجنوب آسيا، خصوصاً الصين واليابان وكوريا الجنوبيةوهونغ كونغ. وقال بن جلون، الذي يرأس في الوقت نفسه اتحاد المصارف المغربية، ان تواجد "المغربي للتجارة الخارجية" في آسيا من شأنه رفع حجم التجارة والمبادلات المغربية في القرن ال 21. اذ انها الصين سوف تضم مئات ملايين المستهلكين". وتعتبر الصين ثالث زبون تجاري للمغرب في آسيا بعد الهند واليابان. ويرغب المصرف الاستفادة من توسع الاستثمارات الآسيوية في المغرب ولعب دور الوسيط المالي في بعض المشاريع الآسيوية الكبرى ومنها مشروع مجموعة "دايوو" الكورية الجنوبية التي تستثمر 500 مليون دولار لانشاء مركزين لتصنيع السيارات والمعدات الالكترونية جنوبالدار البيضاء. كما يسعى المصرف الى تطوير تجارة المغرب مع الصين وافادة الشركات المحلية من التكنولوجيا الصينية المتقدمة. من جهة اخرى وصف بن جلون تراجع حصة مجموعة "نومورا" اليابانية في رأس مال "المغربي للتجارة الخارجية" من 11 الى 8 في المئة بأنه عملية بيع طبيعية لجني الارباح. وكانت "نومورا" باعت جزءاً من اسهمها في المصرف الى "هونغ كونغ كوربوريشن بنك" فرع لندن، وحصلت المجموعة اليابانية على ارباح من دخولها سوق المغرب بلغت نحو 30 مليون دولار. ولا يبدو المصرف المغربي قلقاً من الهزات المالية التي تعصف ببعض الاسواق الآسيوية، وربما توقع انتقال بعض المستثمرين الاجانب الى المغرب في اطار عملية تنويع الاسواق. وقد حققت بورصة المغرب، على رغم الهزّات العالمية، زيادة في المؤشر منذ مطلع السنة الجارية فاقت 30 في المئة. وقال بن جلون ان قرار فتح فرع الصين تقرر منذ وقت بعيد، وان تواجد المصرف في بكين يمكن ان يساعد في جلب استثمارات وتمويلات آسيوية الى سوق المغرب الناشئة. واعتبر ان الانفتاح الخارجي ضرورة تمليها شروط عولمة الاقتصاد وتوسع الاسواق الدولية وزيادة المنافسة المالية. ويلعب "المغربي للتجارة الخارجية" دوراً في معالجة ديون المغرب في السوق الدولية عبر تحالفاته المالية. وكان مصرف "كوميرتز بنك" الالماني الذي يملك حصة 10 في المئة في رأس مال المصرف المغربي قام مطلع السنة الجارية بادارة عملية شراء 200 مليون دولار في سوق لندن وتحويلها لشراء ديون قديمة لفائدة "نادي باريس". وينتظر ان يقود "المغربي للتجارة الخارجية" مع اطراف اوروبية واميركية عملية مشابهة قريباً وتتعلق بنحو 300 مليون دولار لمعالجة ديون قديمة متعاقد عليها بفائدة عالية في الثمانينات. ويعتبر "المغربي للتجارة الخارجية" اكبر مصرف قطاع خاص. وكان تم تخصيصه قبل ثلاثة اعوام وبلغت ارباحه الصافية العام الماضي 43.4 مليون دولار، ويتجاوز حجم نشاطه 4 بلايين دولار فيما تقدر ودائعه بنحو 2.7 بليون دولار. ويملك المصرف فرعين دوليين في كل من باريس ومدريد، وهو في صدد فتح فرعين في كل من بيروت وابو ظبي