بالرغم من التفاؤل الذي ابداه الأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات وزراء الدفاع الافارقة بشأن الكونغو في مقر المنظمة في اديس أبابا امس، الا ان الجلسة المغلقة التي عقدها الوزراء شابها كثير من التوتر والحدة وعدم التفاهم. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية افريقية مطلعة، ان تذمراً نشأ نتيجة مداخلات ابن الرئيس لوران كابيلا، رئيس هيئة الاركان الكونغولية وتوجيهه اصابع الاتهام صراحة الى كل من اوغندا ورواندا بزعزعة الأمن والاستقرار في بلاده، واصفاً الدول التي تساند المتمردين في بلاده بأنها السبب الرئيسي في اندلاع الحرب وتفاقم المشكلة في الكونغو، محملاً هذه الدول نتائج الدمار والتشرد للشعب الكونغولي. وهذه اللهجة العنيفة احدثت التذمر وعدم الرضى من قبل الدول المعنية، وبدأت مشادة كلامية حادة ما ادى الى تدخل الأمين العام لتهدئة الموقف، ورفعت الجلسة لتستأنف بعد ساعة. وأضافت المصادر ان وقف اطلاق النار، وهو اهم بند في اجتماعات الوزراء لن يجد اذناً صاغية في ظل غياب المتمردين المعنيين عن الاجتماعات، في حين وضعت رواندا وأوغندا شرط انسحاب القوات الانغولية والزيمبابوية قبل الشروع في تنفيذ خطة وقف اطلاق النار، لاعتبارها تلك القوات بأنها قوات غازية لمساندة نظام غير مقبول من شعبه، في اشارة واضحة الى معارضتهم الشديدة لنظام كابيلا. ولم يستبعد المراقبون في أديس أبابا، ان تنهار الاجتماعات في ظل التوتر وعدم الوصول الى نقاط تفاهم، على رغم ان العديد من دول منطقة البحيرات العظمى علقت آمالاً كبيرة على نجاح الاجتماعات لاحتواء الازمة الكونغولية. وما زالت جهود المنظمة الافريقية حثيثة لتلطيف جو التفاهم بين مساندي كابيلا ومعارضيه.