هراري، كينشاسا - أ ف ب، رويترز - قررت الدول الاعضاء في مجموعة تنمية افريقيا الجنوبية التي ترأس جنوب افريقيا دورتها الحالية، التدخل في جمهورية الكونغو الديموقراطية لمساعدة رئيسها لوران ديزيريه كابيلا على "اعادة السلام والاستقرار". وجاء ذلك في وقت سمع دوي رمايات بالأسلحة الثقيلة في الأطراف الجنوبية الغربية لكينشاسا التي خيّم عليها الظلام طوال ليل أول من أمس الثلثاء نتيجة انقطاع التيار الكهربائي. وكانت شوارع العاصمة الكونغولية فارغة أمس. وقال رئيس زيمبابوي روبرت موغابي في ختام اجتماع لوزراء دفاع مجموعة دول افريقيا الجنوبية في هاراري مساء أول من امس: "اننا مستعدون لتقديم دعمنا تحت اي شكل كان وفي حدود امكاناتنا". لكن موغابي الذي يتولى رئاسة الجناح السياسي والدفاعي والامني للمجموعة، لم يشر بوضوح الى تدخل عسكري في الكونغو الديموقراطية. ورأى مراقبون في هراري ان تصريحات موغابي توحي بانه تركت لكل بلد حرية اختيار ان يتدخل ام لا، لكن اذا قرر التدخل فهو مفوض من المجموعة. وشدد موغابي على ضرورة التدخل "بسرعة" لابعاد خطر تصاعد النزاع. ورأى ان نداء كابيلا ملح ويجب الرد عليه بصورة عاجلة. ولم يتطرق رئيس زيمبابوي الى عمق المشكلة الكونغولية مكتفياً بالاشارة الى الفرضيتين المطروحتين حالياً وهما ان التمرد داخلي او ان هناك تدخلا لقوات اجنبية. واعتبر ان مبادرة مجموعة التنمية تلبي واجب التضامن الاقليمي وتهدف الى تجنب زعزعة الاستقرار في المنطقة. وقال: "ان راحتهم من راحتنا". ومنذ بداية تمرد التوتسي في جمهورية الكونغو الديموقراطية في الثاني من الشهر الجاري، نظمت زيمبابوي، وهي كانت اول من يسعى الى حل للازمة، قمة في منطقة شلالات فيكتوريا شمال غرب في الثامن من الشهر ضمت سبعة من قادة دول المنطقة بينهم كابيلا نفسه ورئيس رواندا باستور بيزيمونغو. وبالكاد تبادل الحليفان السابقان الحديث، وافضت القمة الى تشيكل لجنة من اربعة اعضاء وزراء خارجية زيمبابوي وزامبيا وتنزانيا وناميبيا كلفت بشكل اساسي التحقيق في اتهامات كينشاسا بتدخل رواندا واوغندا في النزاع. وكلفت اللجنة ايضا بالسعي للتوصل الى وقف لاطلاق النار. وتوجهت اللجنة التي يرأسها وزير خارجية زيمبابوي ستان مودينغي تباعاً الى كمبالا وكيغالي وكينشاسا. وانتقلت اللجنة أول من امس الى غوما في شرق الكونغو حيث المقر الرئيسي للمتمردين. ويبدو ان انغولا المترددة في ان تتدخل وحدها، كما سبق وان فعلت عندما حملت كابيلا الى السلطة، قررت الآن مساعدة جارها مجددا بعدما اصبحت تتمتع بتفويض مجموعة التنمية. وينتشر المتمردون في المنطقة الممتدة على طول حدود جيب كابيندا الانغولي التي يمكنهم منها مهاجمة العاصمة كينشاسا. ويمكن ايضاً لزيمبابوي التي نفى وزير دفاعها موفن ماهاشي قبل يومين ارسال طائرات حربية الى لومومباشي، ان تقدم مساعدة عسكرية كبيرة الى كابيلا. وكانت هراري سارعت بعد وصول كابيلا الى السلطة الى توقيع عقود مع كينشاسا لتزويدها اسلحة يمكن ان يتم تسريع شحناتها حاليا. وليس مستبعدا ان تقرر زيمبابوي ارسال قوات عسكرية. والرئيس موغابي هو الحليف السياسي الرئيسي لكابيلا في المنطقة وكان اول من فتح امامه باب الانضمام الى مجموعة تنمية افريقيا الجنوبية. اما جنوب افريقيا، القوة الاقليمية الكبرى التي ترأس مجموعة التنمية حالياً، والتي لم تدع الى قمة شلالات فيكتوريا، فقد اتخذت مبادرات مستقلة بشأن المشكلة الكونغولية. وهي ارسلت مرتين وزراء الى الكونغو الديموقراطية لمحاولة ايجاد حل للازمة. ويواصل وزيرا الخارجية والدفاع الفريد نزو وجو موديزي اللذان توجها أول من امس الى اوغندا ورواندا، سعيهما الى حل سياسي للنزاع، اذ ان بريتوريا لا تفكر في التدخل عسكريا. وقال نائب وزير الخارجية الجنوب افريقي عزيز باهاد في تصريحات الى وكالة انباء جنوب افريقيا الرسمية ان الحل العسكري ليس ممكنا، رافضا اي احتمال لتقديم مساعدة عسكرية من بلاده الى كابيلا.