موسكو - "الحياة"، رويترز - "موت غير معلن". بهذه العبارة وصف أحد الخبراء أحوال السوق في روسيا أمس الثلثاء اثر صدور قرارات الحكومة والبنك المركزي بخفض قيمة الروبل ووقف التعامل بسندات الدولة. وعلى رغم ان الحكومة وضعت للدولار "ممراً مالياً" حده الأدنى ستة روبلات والأعلى 9.5 وتوقعت ان تراوح قيمته في حدود سبعة روبلات، إلا أن البنوك كانت تشتري العملة الأميركية ب 6.43 روبل وتعرضها للبيع بما يراوح بين 8.5 و9.5 روبل. وأدى هذا الفرق الى تجميد عمليات البورصة عملياً فيما توقف عدد كبير من القطاعات التجارية عن العمل. وأصدر البنك المركزي أمس تعميماً حذر فيه من أنه سيسحب اجازات المصارف ومحلات صرف العملة التي يزيد فيها الفرق بين أسعار البيع والشراء على 15 في المئة. ويجمع المراقبون على أن تطبيق مثل هذا الاجراء سيعني احياء "السوق السوداء" التي بدأ فعلاً التعامل في اطارها أمس. وفي انتظار قرار ستصدره الحكومة اليوم الاربعاء في شأن مصير سندات الخزانة، اصاب الشلل أسواق الأسهم والسندات. وبسبب عدم الاقبال، انخفضت قيمة الأوراق المالية بمعدلات راوحت بين 0.3 و27.9 في المئة، لكن من دون اقبال كبير عليها، خصوصاً وأن البائعين طالبوا بالدفع مقدماً. وعلى رغم ارتفاع نسبي، طرأ على أسهم شركات النفط الاثنين، الا أن قيمة سهم شركة "لوك اويل" انخفضت أمس بنسبة 5 في المئة، وطرأ انكماش مماثل على أسهم شركات أخرى. وفي ما يتعلق بالانعكاسات التي خلفتها الاجراءات الأخيرة، نسب الى سيرغي يسترجمبسكي كبير الناطقين باسم الكرملين قوله أمس انه قد يحدث تعديل في التشكيل الوزاري بعد الخفض الفعلي لقيمة الروبل الاثنين، إلا أنه لن يحدث فوراً. ولم يتضح من التصريحات التي أدلى بها يسترجمبسكي لوكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء متى سيتم هذا التعديل. ونقلت الوكالة عنه أيضاً ان الرئيس بوريس يلتسن لم يرسل أي مقترحات لمجلس النواب الدوما في شأن تغيير رئيس البنك المركزي سيرغي دوبينين كما تردد أول من أمس. ويتعين ان يوافق مجلس الدوما على أي اقتراح يقدمه يلتسن في شأن منصب رئيس البنك المركزي، أكبر مؤسسة مالية في البلاد. وعلى صعيد الاجراءات المالية نفسها، أوضح البنك المركزي في بيان أمس ان قرار وقف سداد الدين لمدة 90 يوماً يشمل سداد أصل الديون الأجنبية لأكثر من 180 يوماً باستثناء قروض البنك الأوروبي للانشاء والتعمير. وقال البيان ان القرار لا يشمل خدمة السندات الأجنبية الاقليمية وأنشطة التجارة الخارجية وسداد فوائد وأرباح الاستثمار الأجنبي في روسيا. وكانت الحكومة اعلنت الاثنين وقف سداد الديون الأجنبية لمدة 90 يوماً في اطار الاجراءات لتحقيق الاستقرار في الأسواق، مشيرة الى ان التجميد لا يشمل الديون الحكومية. وجاء في بيان البنك المركزي ان القرار لا يشمل سداد الفائدة ولا يعني اعفاء المقترضين الروس من سداد الديون الأجنبية بعد فترة التسعين يوماً. كما أوصى البيان المقترضين باجراء مفاوضات مع الدائنين الأجانب لوضع جداول زمنية جديدة لسداد الديون. وأضاف ان القرار لا يحد من مدفوعات الأجانب بالعملة الأجنبية داخل روسيا وخارجها. وقال نائب رئيس البنك المركزي سيرغي اليكساشنكو ان روسيا ستستخدم كل الوسائل المتاحة لدعم الروبل بما في ذلك احتياط الذهب والمعادن الثمينة الأخرى. في كوالالمبور أعلن رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد أمس الثلثاء ان هجمات المضاربين على العملات في الاسواق الناشئة بلغت مستويات خطيرة، وانها قد تدفع بعض الدول الى الرد. وقال في كلمة ألقاها في تجمع عمالي نظمته الحكومة "ان هجمات تجار العملة وصلت الى مرحلة خطيرة. وهي أمر غير مسؤول على الإطلاق"