ارتفعت حصيلة ضحايا التفجيرين في السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام اللذين وقعا اول من امس الى 108 قتلى وأكثر من أربعة آلاف جريح. وأكد وزير الخارجية الكيني بونايا غودانا امس ان الانفجار في نيروبي كان نتيجة سيارة مفخخة، وهو ما كان ذكره عدد من الشهود فور وقوع الحادث. وأكد الرئيس بيل كلينتون أمس مقتل 11 اميركياً في الانفجار نفسه، فيما اصيب عدد من الأميركيين بجروح في انفجار دار السلام، "أحدهم في حال الخطر". ونفت حركة طالبان ضلوع اسامة بن لادن بأي من التفجيرين. وقال الناطق باسم "الحركة" عبدالحي عبد المطمئن لوكالة "فرانس برس" ان بن لادن "ليست له القدرة او الاذن بأن يقوم بهذا النوع من العمليات". واضاف ان "أي تلميح يهدف الى الايحاء بالعكس هو دعاية مغرضة من اعداء اسامة والامارة الاسلامية في افغانستان ... اسامة ضيف الامارة الاسلامية وليس بامكاننا ان نسلمه لأي كان". ودانت طهران امس التفجيرين وأعربت عن الأمل في أن يتم وقف الارهاب. وعقد وزير الخارجية الكيني غودانا مؤتمراً صحافياً امس اوضح فيه ان الأنفجار وقع عند مدخل موقف سيارات السفارة تحت الأرض، وتحدث عن شخص واحد كان يقود السيارة وفجرها في هجوم انتحاري وقال: "يبدو انه حاول دخول المرآب لكنه لم يتمكن من ذلك". واجاب رداً على سؤال ان الانفجار حصل عند مدخل السفارة وانه لا يعرف مصير الشخص الذي كان يقود السيارة. وقال ان "الإرهاب وصل الى ابوابنا"، واعلن تشديد الإجراءات الأمنية حول مراكز البعثات الديبلوماسية في العاصمة الكينية. وفي واشنطن قال كلينتون ان هذا النوع من الهجمات يستهدف الأميركيين نظراً إلى دورهم القيادي على الصعيد العالمي. وأضاف: "القنبلتان اللتان قتلتا أميركيين ابرياء لم تستهدفهم فحسب بل استهدفتا روح بلادنا ذاتها وروح الحرية". كما عبّر عن الأسف للخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات الكينية والتنزانية، واتصل هاتفيا برئيسي الدولتين لتقديم التعزية. ورأس كلينتون أمس اجتماعا لمجلس الأمن القومي، الذي اكتمل بعدما قطعت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت زيارة خاصة الى ايطاليا وعادت الى واشنطن. وكان اجتمع قبلها مرات عدة الى مستشار الأمن الوطني صموئيل برغر. ووعد الرئيس في كلمته الاذاعية بعدم تراجع الولاياتالمتحدة عن مسؤولياتها العالمية. وقال: "إن أي تغيير في هذا المجال، أي سحب لديبلوماسيينا وقواتنا من المناطق التي تواجه الأزمات، وتخلينا عن الذين يخاطرون من اجل السلام، واضعاف مقاومتنا للارهاب، يشكل نصرا للارهابيين، وهو ما يجب ألا يحصلوا عليه ولن يحصلوا عليه". في غضون ذلك وصلت من الولاياتالمتحدة الى نيروبي ودار السلام فرق الهندسة والانقاذ ومجموعات طبية ومحققون وخبراء في مكافحة الارهاب. وأشار مسؤولون كبار في الادارة إلى أن التحقيقات تتجه الى اطراف خارج كينيا وتنزانيا، بل خارج افريقيا. ومن بين هؤلاء المسؤولين نائب وزير الخارجية توماس بيكرنغ، الذي قال أول من أمس: "اننا نركز النظر على خارج افريقيا". واستقت "واشنطن بوست" أمس من مصادر أميركية لم تسمها ان "القرينة الأكثر اثارة للاهتمام" حتى الآن هي التحذير الذي وجهته منظمة الجهاد الاسلامي عبر "الحياة" الى الأميركيين الخميس الماضي. كما قال عدد من وسائل الاعلام ان الناشط الاسلامي اسامة بن لادن على رأس قائمة المشتبه بهم، الا ان المسؤولين الأميركيين رفضوا تأكيد وجود اسمه في القائمة. ووصلت الى مطار جومو كينياتا الدولي في نيروبي طائرتان اسرائيليتان تحملان 270 عسكرياً اسرائيلياً مع معدات وكلاب مدربة على الانقاذ. وباشر الاسرائيليون العمل فوراً في موقع الانفجار، جنباً إلى جنب مع فرق الانقاذ الكينية والمتطوعين المدنيين. وتوالت ردود الفعل العربية والدولية مستنكرة التفجيرين، وبرز الموقف الايراني الذي دان الاعتداءين، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية محمود محمدي "ندين هذين الاعتداءين ونعرب عن تضامننا مع الضحايا والناجين منهما". وهذه المرة الاولى التي تدين فيها ايران بمثل هذه السرعة اعتداء على الاميركيين. واضاف الناطق الايراني ان "ايران تدين كل عمل يؤدي الى موت ابرياء" واعرب عن الامل في ان "يتم وقف الارهاب، هذا الوباء المشؤوم، من خلال تعاون دولي شامل". وذكر بيان صدر عن الكرملين ان الرئيس الروسي بوريس يلتسن وصف في رسالة بعث بها إلى نظيره الاميركي الهجومين بأنهما "تحد وقح للعالم بأسره".