اتفق وفدا الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" على وصف مفاوضات السلام التي اختتمت مساء اول من امس في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بالفشل، في حين قال راعي المفاوضات وزير الخارجية الكيني الدكتور بونايا غودانا ان التقدم الذي حصل في المفاوضات كان محدوداً وفي بعض المواضيع، كما جاء في البيان الذي تلاه في المؤتمر الصحافي امس. وكان وفدا الحكومة و"الحركة الشعبية" عقدا مؤتمرين صحافيين اكدا فيه فشل المفاوضات وحمل كل منهما الآخر مسؤولية الفشل. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل "لا نعتبر انفسنا ملتزمين بالبيان الختامي … المحادثات فشلت". واضاف ان وسطاء "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد ابتعدا عن الموضوع وهو اعلان المبادئ الذي اعلنته "الحركة" ووافق عليه الوفدان كصيغة للتفاوض ولم ينص على حل مشاكل سودانية خارج الحدود الجغرافية للجنوب. وذلك في اشارة لما ورد في البيان الختامي عن مناطق ابيي وجنوب النيل الازرق وجبال النوبة. وحدد الوزير السوداني خمسة عوامل وراء فشل جولة اديس ابابا، وحمل وفد "الحركة الشعبية" مسؤولية الفشل. وقال ان العوامل الخمسة هي اصرار الوفد على رفض كل نداءات المجتمع الدولي اعلان وقف شامل لاطلاق النار لايصال الاغاثة للمتضررين من الحرب في الجنوب ثم تمسك وفد الحركة بفتح المناطق الثلاث لحدود جنوب السودان واصرارهم على صيغة الكونفيديرالية التي وصفها بأنها خطوة نحو الانفصال قبل تقرير المصير والاستفتاء. واشار الى اصرار "الحركة الشعبية" على انهاء الوجود العسكري من الجنوب و"تقصد بذلك الجيش السوداني وقوات الدكتور رباك مشار، بمعنى ان يكون الجنوب للحركة فقط". اما السبب الخامس الذي اورده رئيس الوفد السوداني فهو "اصرار وفد الحركة على ضرورة فصل الدين عن الدولة من دون اي اعتبار للخطوات التي اعلنتها الحكومة في هذا الامر، خصوصاً استثناء جنوب السودان من تطبيق الشريعة الاسلامية". وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان اكد فشل جولة المفاوضات وحمل المسؤولية للوفد الحكومي وقال انه "لم يأت بجديد، ولا تزال الخرطوم تتحدث عن الدستور الاسلامي". كما وصف اعلان وقف اطلاق النار من جانب الحكومة بأنه مناورة سياسية دعائية. وذكر مالك عقار عضو وفد "الحركة" حاكم قطاع جنوب النيل الازرق ان الجيش الحكومي هاجم بعض المواقع في المنطقة، على رغم الاعلان عن وقف النار. ولخص عضو وفد "الحركة" جون لوك نقاط الخلاف "بتمسك الحكومة باقتراحاتها واصرارها على قيادة جنوب السودان في الفترة الانتقالية المقترحة بمفردها … واصرارها على رفض وصف السودان بدولة ديموقراطية علمانية". واعلن لوك رفض صيغة الفيديرالية التي اعتمدتها الحكومة "لأنها تطبق على اساس دستور اسلامي لا علماني". وشن وفد الحكومة السودانية هجوماً عنيفاً على "إيغاد" واعلن وزير الخارجية ان بلاده ستراجع كل ملف الوساطة.