منذ عشر سنوات يتجدد موعد محبي الفن والرياضة والثقافة مع اطلالة شهر آب اغسطس مع "مهرجان المحبة" في مدينة اللاذقية التي أضحت جزءاً من منطقة اوغاريت، رأس شمرا، في الألف الثاني قبل الميلاد. ولم تمنع الرطوبة العالية ودرجات الحرارة المرتفعة نحو 45 درجة حضور الجمهور السوري والسياح العرب والاجانب الذين اعتادوا توقيت زيارتهم مع "أجندة" المهرجان ليتمكنوا من تمضية عطلتهم الصيفية بين أحضان الطبيعة من بحر وآثار وجبال، والتمتع بمهرجان المحبة الذي تشارك فيه دول عربية واجنبية. وفي حفلة الافتتاح قبل يومين برعاية رئيس مجلس الوزراء محمود الزعبي وحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نجاح العطار وعدد من الوزراء اللبنانيين، شاهد نحو خمسين ألفاً كرنفالاً رائعاً حكى قصة اكتشاف الأبجدية الأولى. وخال معظم الجمهور انه يعيش عصر اكتشاف الأبجدية بكل طقوسه من لباس وعربات وموسىقى، مزيناً بالمظليين والألعاب النارية في المدينة الرياضية التي تستضيف المهرجان على ساحل البحر ضمن مساحة 160 هكتاراً. وقالت الدكتورة العطار: "لئن سأل سائل: كيف يحصل مهرجان للمحبة في زمن البغضاء هذا؟ فإننا نجيبه: المحبة في تجذرها الأصيل تهزم البغض. فالحقيقة تهزم الباطل أبداً لأن الباطل كان زهوقاً وهذا من التنزيل الإلهي لقوم يعقلون". واللافت في دورة المهرجان الحالية ازدياد نشاطاته وتنوعها و"تزاوج" الرياضي بالثقافي الذي يناسب كل الأعمار والاهتمامات خصوصاً ان وزارة الثقافة أرادت، باعتبارها الجهة المنظمة، ان يكون المهرجان منبراً ثقافياً متوجاً بالكلمة شعراً ونثراً. ويتضمن البرنامج ست أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من مصر والسعودية والعراق ولبنان وفلسطين وسورية وندوتين سينمائيتين يبحث فيهما نقاد وكتاب من مصر وسورية في "توزيع الفيلم العربي في الوطن العربي" و"السينما كأداة ثقافية وطنية وقومية في الوطن العربي". ولم يخل برنامج المهرجان من اهتمامات الاطفال، اذ ان مسرح الهواء الطلق سيقدم مسرحيات "سندريلا" و"الأميرة القبيحة" و"الثعلب وحارس الغابة". أما للكبار فتشارك مسرحيات مهمة ينتظرها الجمهور منها مسرحية "خارج السرب" اخر إبداعات الكاتب السوري محمد الماغوط. ولعشاق الفن التشكيلي معارض "الفنون التشكيلية" و"الكتابة عبر التاريخ" و"الصناعات والخزف اليدوية" ومعرض للكتاب. ولتقديم "ملتقى النحت الدولي" عكف سبعة عشر فناناً من سورية ولبنان وفرنسا وايطاليا على انجاز منحوتات من مادة الحجر في احدى حدائق المدينة الرياضية وسط مشاهدة الجمهور لتأخذ منحوتاتهم في نهاية المهرجان طريقها الى أماكن مختلفة في المدينة. سينمائياً، هناك عروض متنوعة منها فيلم "رسالة الى الوالي" بطولة عادل إمام و"المبارزة" للمخرج بيدروا وليا و"بوذا الصغير" لبيرنارد بيرتولوتشي و"طريق المسيسيبي" لألان باركر. وكعادته في الدورات السابقة يشكل المهرجان فرصة للقاء السياح والسوريين مع مطربين كبار، ويشارك في احياء أمسيات المهرجان كل من صباح فخري وملحم بركات ونهاد طربيه وعابد البلادي وعاصي الحلاني وجورج وسوف وأنوشكا وباسكال مشعلاني وسعدون الجابر.