في ختام ملتقى النحت العالمي في محافظة اللاذقية على الساحل السوري كرم الدكتور محمود السيد وزير الثقافة السوري وبحضور ميشيل اده وزير الثقافة اللبناني السابق الفنانين النحاتين المشاركين في الملتقى الدولي الثالث للنحت الذي اقامته وزارة الثقافة في اطار فعاليات مهرجان المحبة لدورة هذا العام. ويأتي هذا الملتقى في إطار الاحتفالية باكتشاف اوغاريت فهو تحية لها بغية الحوار و التواصل بين فناني العالم وجمهور النخبة الذي يرتاد هذا الملتقى... وشارك في هذا العام عدد من النحاتين السوريين مع فنان لبناني واخر تركي ويعملون معاً في احد مواقع جبال الساحل السوري في قرية (مركية قرب مدينة جبلة) ويختارون موادهم ومواضيعهم بوحي من المنطقة ومن جماليات المكان ومن العلاقات الإنسانية التي تتوالد من طبيعة العمل المشترك ويقدم كل فنان منحوتة من الحجم الكبير بحيث تشكل على مر السنين نواة متحف للأعمال النحتية المعروضة في الهواء الطلق. ويقول النحات السوري اكثم عبد الحميد: اهمية الملتقي كونه جسرا لربط التراث النحتي الهائل الذي قدمته حضارتنا القديمة منذ آلاف السنين وربطه بالحاضر ،بما أن هذا الملتقى يأتي ضمن الاحتفالية باكتشاف اوغاريت فهو تحية لها , ونكهته مميزة لان الكتل الحجرية من المنطقة نفسها اي أن هناك تكاملا بين المفردات التشكيلية.. وأضاف متحدثا عن عمله الخاص: المنحوتة عبارة عن كتلة استوحيتها من انبعاث طائر الفينيق.. اي الصورة الفينيقية القديمة, والملاحظ بالكتلة النحتية حركة السطوح التي هي عبارة عن زوبعة هوائية لايجاد الحركة ضمن التكوين, وايجاد ثقافة بصرية لدى المتلقي عن طريق تتبع تطور الكتلة الحجرية الى العمل النحتي فهذه الحالة توجد عند المتلقي تحريضا لمتابعة نهاية العمل وعدم مشاهدته فقط كعمل جاهز في المعرض فهذه كلها تعطي حالة ثقافية بصرية للجمهور. فبعد رؤيته لاثار اوغاريت التي اظهرت بعض رموزها حضارة سورية اعتبر الفنان التركي نجدت جان ان اوغاريت مدخل الى العالم عبر ابجديتها ويربط من خلال عمله الذي يقدمه هذين الرمزين مع بعضهما ( النسر والحصان ) ليؤكد توحد الشعبين في البلدين وليظهر التآخي بينهما .وهو عبارة عن اربع قطع على قاعدة واحدة لتواصل الشعبين وترابطهما. الفنان سامي بصبوص عن لبنان في حديثه من اكتشاف الأبجدية الاولى التي تعتبر احتفالية باللغة و الحضارة و المكان في زمن العولمة القاتل بالغاء هويات الشعوب وتزوير تراثها ومحوه. وفكرة العمل الذي شارك فيه قائمة على كتلتين افقية من خلال السفينة الفينيقية وعمودية من خلال ملكة طالعة في مقدمة السفينة ، مجموع الخطوط على المنحوتات تؤكد فعل موج البحر و الريح بالاضافة الى بعض الكتابات المسمارية و هذه الرموز بمجموعها تؤكد مكان الحدث. عموماً العمل رمزي يتميز بسطوحه المتعددة الانسج من سطح خارجي الى سطح آخر يتميز بنسيج خارجي مختلف الى سطح الرقيم التي تحمل الرموز و الاشارات. وأكدت مها قواص مديرة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة ان ملتقى النحت الماضي كان اكثر شمولا والمشاركة فيه أوسع و تم تنظيمه بزمن اكبر من هذا العام لذلك اقتصر ملتقانا في هذا المهرجان على عدد محدود من المشاركين. الأعمال التي تنجز الآن على ارض المهرجان تحية لاوغاريت فهي مستوحاة من الأسطورة الاوغاريتية ومن الأحجار الخاصة بهذه المنطقة.