طهران - "الحياة" - بدأت امس المرحلة الرئيسية للمناورات العسكرية الكبرى التي تجريها القوات البحرية التابعة للجيش والحرس الثوري في الخليج ومضيق هرمز. وأطلقت اشارة انطلاق العمليات الحربية بالذخيرة الحية بست طلقات مدفعية كپ"تحية" للدول الست الاعضاء في مجلس التعاون. وتغطي المناورات نطاقاً واسعاً من 20 الف ميل بحري، يعتمد من وسط الخليج الى مضيق هرمز وبحر عُمان، وتشارك فيها الى 160 قطعة بحرية، بينها 16 سفينة حربية و120 طائرة ستقوم بثلاثة وخمسين طلعة جوية، وحدات اطلاق صواريخ والغواصات، اضافة الى انواع عدة من الاسلحة التي انتجت في المصانع الحربية الايرانية. وعلم ان ثلاثة ضباط في الجيش العماني وصلوا الى منطقة المناورات قبل ايام. وتجدر الاشارة هنا الى انه اذا كان صحيحاً ان القوات البحرية للجيش والحرس مدعومة بالقوات الجوية تجري مناورات كبرى بصورة منتظمة سنوياً منذ انتهاء الحرب مع العراق ومناورات "وحدة 77" هي التاسعة في سلسلة "مناورات نصر الكبرى" - لكن مناورات هذا العام تكتسب اهمية مضاعفة لكونها اكدت ان الأمن القومي الايراني لا يزال يولي مناطقه الغربية وسواحله على الخليج الأولوية في حيز اهتماماته العسكرية، اذ ذهبت تحليلات قبل مدة الى ان اجراء القوات المسلحة التابعة للجيش والحرس الثوري اضخم مناورات عسكرية في تاريخ ايران على طول المناطق الشرقية المتاخمة للحدود مع افغانستان شكل بداية تحول في سلم الأولويات العسكرية الايرانية على الصعيد الاقليمي، واعتبر خبراء عسكريون ان تلك المناورات لم تكن مجرد رسالة الى افغانستان، بل كانت في عمقها رسالة الى باكستان وتالياً الهند اللتين نجحتا في امتلاك القنبلة النووية لكن استمرار القوات البحرية والجوية الايرانية في سلسلة مناوراتها الكبرى في الخليج ومضيق هرمز وبحر عمان يشير الى ان الاستراتيجية الامنية - العسكرية الايرانية لا تزال تعطي اهمية اساسية لخاصرتها الغربية والجنوبية "المعرّضة لأي تهديد سواء من القوات الاميركية المنتشرة في الخليج او الضربات الاسرائيلية غير المستبعدة".