وجهت الولاياتالمتحدة الاتهام الى تنظيم "القيادة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن بتحمل مسؤولية تفجير سفارتيها في نيروبي ودار السلام. وأكد البيان الاتهامي في حق المتهم الثاني في العمليتين محمد صادق عودة ان التنظيم مسؤول عن العمليتين، وان عودة ينتمي اليه. وأعلن في دار السلام اعتقال سبعة اشخاص. وأكدت تقارير صحافية اميركية ان وزارة الدفاع الاميركية تلقت اوامر بالتحضير لهجوم محتمل على مخيمات قريبة من مدينة خوست الافغانية منذ حزيران يونيو الماضي اي قبل شهرين من تفجير السفارتين. ووقع على قرار الاتهام في حق عودة الذي نشر امس وحمل تاريخ 26 من الشهر الجاري العميل في مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. اي دانيال كولمان والقاضي الفيديرالي شارون غروبين. ونفى عودة مشاركته مباشرة في الاعتداءين اللذين اوقعا 258 قتيلاً في نيروبي و15 على الأقل في دار السلام وفقاً لقرار الاتهام لكن قال انه "يتحمل مسؤوليته كاملة" بسبب انتمائه الى التنظيم. ودافع المسؤولون الاميركيون عن موقفهم في وجه التساؤلات المتزايدة في شأن مدى صحة ادعائهم ان مصنع الادوية السوداني "دار الشفاء" الذي طاولته الضربة الصاروخية الاميركية ينتج اسلحة كيماوية. وأشارت تقارير صحافية في الولاياتالمتحدة الى ان الرئيس بيل كلينتون "اختار المصنع شخصياً كهدف للضربة". وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان وكالة الاستخبارات المركزية "سي. آي. اي"، "لم تبلغ وزارة الدفاع ابدا" ان المصنع ينتج ادوية، وانه ليس واضحاً هل كان كلينتون يعرف هذه الحقيقة عندما قرر ضرب المصنع السوداني. وسجل الموقف الاميركي تراجعاً لجهة تحديد طبيعة المصنع ويقول المسؤولون انه "ربما كانت هناك مواقع افضل في السودان كان يمكن ضربها بدل المصنع". وأضافت الصحيفة ان كلينتون "اختار المصنع بين اهداف عدة اقترحتها وزارة الدفاع. ولكن ليس واضحاً هل ابلغ ان المصنع ينتج ايضاً ادوية ووقع عقوداً مع الأممالمتحدة" لتصدير أدوية الى العراق. ونقلت عن مصادر عسكرية اميركية رفيعة المستوى شكواها من ان الاستخبارات الاميركية "لم توضح لها الاستخدامات الاخرى للمصنع". وعلى رغم موجة الانتقادات العالمية لضرب السودان، وتسجيل عدد من التناقضات في الرواية الاميركية بعد الهجوم، فان الادارة الاميركية لا تزال تعتقد ان الأدلة التي تملكها عن انتاج المصنع مكونات غاز "في اكس" القاتل صحيحة. وقال مسؤول اميركي امس "لدينا ثقة في عينة التربة التي اخذت من المصنع. هذا المصنع اقيم بتشجيع من رئيس البرلمان الدكتور حسن الترابي الذي حض اسامة بن لادن على تمويله. هذه هي القصة". وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" امس رواية جديدة عن الضربة الاميركية لمعسكرات في افغانستان التي تزامنت مع الغارة على مصنع الادوية. وأوضحت ان العسكريين الاميركيين تلقوا اوامر بالتحضير لهجوم محتمل ضد مخيمات قريبة من مدينة خوست الافغانية منذ حزيران يونيو الماضي وليس بعد تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام اللتين اعلن ان الضربة جاءت رداً على تدميرهما. وأوضحت ان وزارة الدفاع درست خيارات لتنفيذ ضربات في اعقاب دعوة اسامة بن لادن الى قتل الاميركيين في شباط فبراير الماضي. وزادت ان خطة حزيران اعدت بعد تلقي واشنطن معلومات عن ان انصار بن لادن يستعدون لتنفيذ هجوم في مكان ما من العالم. وتحدث مالك المصنع السوداني رجل الاعمال صلاح الدين احمد ادريس الى "الحياة" في الخرطوم امس مؤكداً انه لم يلتق بن لادن ولا يعرف عنه الا ما تبثه محطات التلفزيون. وشدد ادريس على ان المصنع "لا ينتج شيئاً سوى الأدوية، وأنا مسؤول عن هذه المعلومة وعن المصنع منذ اشتريته في 29 آذار مارس الماضي"، وأكد ان موضوع مطالبته بتعويضات "لا يزال قيد الدرس". وانتقد ردود الفعل التي اهتمت بتسييس القضية". وأعلن في دار السلام امس عن اعتقال سبعة اشخاص في اطار حملة جاءت بعد تفجير السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا، لكن الشرطة امتنعت عن تحديد ما اذا كان هؤلاء اعتقلوا لاتهامهم بالتورط في تفجير دار السلام. وقالت الشرطة ان السبعة اعتقلوا قبل ايام عند نقطة توندوما على الحدود مع زامبيا. ورفضت الكشف عن هويات المعتقلين او اسمائهم. ونفى زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر امس اتهامات لحركته بإيواء ارهابيين في افغانستان، وأكد استعداده لاجراء محادثات في شأن اي موضوع. وأعلنت وكالة الانباء الباكستانية الرسمية امس ان السلطات عثرت على صاروخ توماهوك اميركي ثان لم ينفجر في الغارة على افغانستان. ونقلت عن مسؤولين ان الصاروخ الاميركي الذي عثر عليه في اقليم بلوشستان الباكستاني الاسبوع الماضي دمر وانهم "اكدوا ايضاً العثور على صاروخ آخر في منطقة هوشاب تيهسيل في ميكران في بلوشستان"